وفد “تجمع العلماء” واصل لقاءاته في ايران وحنينة اطلع خامنئي على دور التجمع في إتقاء الفتنة المذهبية
زيارة وفد تجمع العلماء المسلمين لسماحة آية الله الشيخ محمد فاضل لنكراني، ولقاء الشيخ غازي حنينة مع السيد القائد
أثناء وجود تجمع العلماء المسلمين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في زيارة رسمية بدعوة من وزارة الخارجية في إيران قام الوفد بزيارة سماحة آية الله السيد محمد فاضل لنكراني في مركز فقه الأئمة الأطهار.
في البداية تحدث سماحة رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله: عارضاً وبشكل موجز تاريخ تجمع العلماء المسلمين ونشأته التي انطلقت من الجمهورية الإسلامية الإيرانية أثناء تواجده في إيران لحضور أحد المؤتمرات، وحصل العدوان الصهيوني في العام 1982، وتداعى العلماء في ذلك الوقت وأنشأوا تجمع العلماء المسلمين الذي أصبح له الأن أكثر من واحد وأربعين عاماً، يعمل في الساحة الإسلامية من أجل الدعوة للوحدة الإسلامية ومحاربة الفتن، وبيَّن الميثاق الأساس الذي ينطلق منه تجمع العلماء المسلمين وهو الدعوة للإسلام المحمدي الأصيل البعيد عن التعصب والتكفير والمغالاة، والدعوة للوحدة الإسلامية ونبذ الفتن ونصرة المقاومة في كل مكان من العالم الإسلامي خاصة المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين، ثم عرض سماحة الشيخ حسان عبد الله للسبب الذي من أجله قام الوفد بزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خاصة أننا نمر في فترة عصيبة بسبب العدوان الهمجي والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة والضفة الغربية انتقاماً للهزيمة النكراء التي حصلت معه بسبب الهجوم البطولي والأسطوري لحركة حماس على منطقة غلاف غزة، الأمر الذي يحصل للمرة الأولى في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني أن تكون المقاومة هي التي تبادر للهجوم وليس فقط تقوم بعملية الدفاع عن النفس، ولذلك فإن العدو الصهيوني سيعمل على أن يتعاطى مع هذه الهزيمة النكراء بأن يحاول أن يبث الفتنة بين كل الإثنيات الموجودة في العالم الإسلامي، وأهمها وأخطرها الفتنة بين السنة والشيعة. لذلك جئنا إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لنتناقش مع أرباب الفكر والقادة في إيران ابتداء من آية الله العظمى سماحة السيد علي الخامنئي (دام ظله الوارف) للبحث في خطة تفَّوت على الأعداء إمكانية بث الفتنة من جديد، خاصة أن الأمة أصبحت واعية لهكذا مؤامرات، ولكن مع ذلك لا بد من التنبه والمواجهة.
من جهته قال سماحة الشيخ آية الله محمد فاضل لنكراني: أنه يعتبر أن تجمع العلماء المسلمين ضرورة دينية لأنه مبني على قواعد قرآنية وأصول دينية، والقرآن هو الذي يدعو إلى الوحدة والتآلف ومحاربة الأعداء، حيث قال الله تعالى: “وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ” الآية لا تعني الفرد بل تعني الأمة بشكلٍ عام، ولا بد من وحدة العلماء لكي نبني الدين الإسلامي الذي طلبه منا الله عز وجل ورسوله، ووجود تجمع كتجمع العلماء المسلمين والترابط بين أعضائه بأسلوب جديد وقراءة جديدة هو ما يضمن لمسيرة الوحدة أن تنجح، والإمام الخميني (قدس الله سره الشريف) عندما أمضى صيغة تجمع العلماء المسلمين فذلك لأنه يعتقد بأن الحكومة هي ليست فقط من الدين بل هي عين الدين، والدين عين الحكومة، وقال إن مركز فكر الأئمة الأطهار بما يمتلك من إمكانيات ثقافية وفكرية مستعد لأن يشارك في الرؤى التي أتى بها تجمع العلماء المسلمين، هذه الرؤى التي ستساهم بتغيير الواقع نحو الأفضل ومواجهة العدو الصهيوني، لأنه كما كان الإمام الخميني (قدس سره) يراه خطراً على الإسلام والمسلمين، ونحن كذلك عندما نقاتل الكيان الصهيوني فلأنه يشكل خطراً ليس فقط على فلسطين والفلسطينيين بل على الإسلام وعلى الدين بل وعلى الإنسانية، وقتاله من أوجب الواجبات، ومساندة الإخوة في فلسطين واجب لإزالة إسرائيل من الوجود.
لقاء رئيس مجلس الأمناء سماحة الشيخ غازي حنينة مع سماحة السيد القائد:
من جهة أخرى فإن رئيس مجلس الأمناء سماحة الشيخ غازي حنينة بقي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمشاركة بعدة ندوات ومحاضرات خاصة في أوساط الحوزة والجامعة، وقد وفق لأن يلتقي بسماحة السيد القائد الإمام علي الخامنئي (دام ظله الوارف) بعد أن أدى وراءه صلاتي الظهر والعصر في المصلى الخاص مع عدد من العلماء والسادة المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبعد الصلاة حصل لقاء لعدة دقائق نقل خلالها الشيخ غازي حنينة لسماحة السيد القائد تحيات ودعوات تجمع العلماء المسلمين وكما نقل بلوغ عدد أعضاء التجمع ثلاثمائة وخمسة وعشرين عالماً من السنة والشيعة من اللبنانيين والفلسطينيين ومن كامل الأراضي اللبنانية، وقد أبدى السيد القائد سروره لما نقله له عن تجمع العلماء المسلمين وإلى دوره في إتقاء الفتنة المذهبية خاصة تلك التي كانت حصلت إبان الدعوات التكفيرية التي انطلقت من جماعات داعش والنصرة، وكيف أن وفد تجمع العلماء المسلمين ساهم من خلال جولاته على البلاد الإسلامية لتغيير كثير من التصورات الخاطئة المتعلقة بالوحدة الإسلامية، أو التي أثرت على الوحدة الإسلامية بسبب هذه الفئات التكفيرية، ما أدى إلى إطفاء الفتنة، وفي النهاية أبلغ السيد القائد تحياته وسلامه لعلماء التجمع داعياً لهم بالتوفيق.