وقال حزب الله كلمته .. ثم أغلق العديد من الملفات
بعد ثلاثة وعشرين عاماً من ملحمة التحرير أحب حزب الله أن يحيي هذه الذكرى بإنتصارات جديدة دون أن يذرف قطرة دمٍ واحدة، إنتصارات حققتها مجموعة الرضوان من جنوب لبنان الى أرجاء العالم بأسره الذي ظل يتساءل لأيام وأيام: ” ماالذي سيحصل في معسكر المروج يوم الاحد الواقع في 21 أيار ” هذا التساؤل وبهذا القدر والإصرار كان أول هذه الإنتصارات حيث شغل العالم وليس العدو فحسب بفحوى الرسالة التي رغب حزب الله إيصالها.
عرض عسكريٌ رمزي يشكل قرابة الـ 10% من الواقع الذي تعيشه قوة الرضوان كان كفيلاً بإرعاب العدو الخارجي والداخلي وطمأنة الصديق، بدايةً من عروض القوة البدنية والقوة القتالية في المواجهة المباشرة شخصاً لشخص وبدون سلاح آلي، مروراً بعروض الدراجات النارية وتنفيذ الهجوم فيها، عروجاً على عروض المسيرات العالية الدقة في أهدافها وكذا القناصة، ولا يمكنك أن تتغافل عن المحاكاة التي نفذها المجاهدون لعملية أسر آلية عسكرية إسرائيلية وعملية لأسر جنود إسرائيلين مشابهة لتلك التي أعادت للأمة كرامتها في تموز 2006، وكانت أبرز هذه المحاكاة خطورةً على العدو وجيشه تلك التي حملت عنوان إقتحام لمستوطنة والتعامل مع الدشم المحصنة التي تحرسها، كل هذا بالأسلحة الحية شكل إنتصاراً جديداً للمقاومة حيث أربكت كيانه المؤقت منذ يوم الاحد الى يومنا هذا وهي تضع الإحتمالات العديدة فيما لو نجح الحزب حقاً بتنفيذ ما شاهدته الصحافة العالمية والمحلية وقيادة أركان العدو تعلم يقين العلم أن أبناء الرضوان قادرون على تنفيذ ما عرضوه في معسكر “كسارة العروش” في عرمتى، وكان المشهد الأقسى عليهم حينما شاهدوا ما يمكن أن يحصل بجدارهم الهش الذي يشكل بالنسبة لهم مصدر الأمن والأمان وكيف أن جحافل المجاهدين عبروا منه كالسيل الهادر الذي لا يوقفه شيء.
سنعبر .. حقيقة راسخة في عقول ووجدان مجاهدي وحدة الرضوان أكثر منه شعاراً كتب على الجدار، عقيدة مستقرة في أعماق كل منهم تشكل بالنسبة إليهم الفوز العظيم الذي كانوا يرتجونه منذ أن حملوا البندقية ومنذ أن شاهدوا قائدهم سبقهم على هذا الدرب ومضى الى فردوس ربه.
وكان الإنتصار التالي في كلمة راعي الحفل رئيس المكتب التنفيذي لحزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين حيث أوضح للجميع أن قوة المقاومة وصلت الى حدٍ لا يستطيع العدو نفسه الإحاطة بها وأن الصواريخ الدقيقة التي كان العدو يتوقع ظهورها في هذه المناورة الحية فإن خفاءها وبقاءها في الظل سيرعبهم أكثر الى أن يرى فعلها فيما لو أقدم على حماقة من حماقاته المعهودة.
وختمت الإنتصارات .. بندقية عماد المقاومة التي كان يحملها في جهاده سلمها راعي الحفل هدية لوحدة الرضوان بما تحمل من دلالةٍ على أن جهاد العماد مستمر وسيبقى كما وعد سيد المقاومة سماحة الأمين على الدماء والروح السيد حسن نصر الله دام رعبه.
ملفات عديدة أغلقها حزب الله في مناورته في عرمتى منها خارجية للعدو ومن يلهث خلفه ومنها داخلية للصديق المخلص، وشريك الوطن الرافض أشكال الكرامة والعزة، كل هذه الإنتصارات تلخص بعبارة واحدة: ” الى كل من كان يراهن على أن حزب الله قد إنتهى أو ضعفت قوته، هاهم أبناء الرضوان قالوا كلمتهم للصديق قبل العدو، سنعبر لا محالة، اسرائيل الى زوال حقيقة لا جدال فيها لدينا وقالوا للعدو لا تهنأ كثيراً فعما قريب سنكون فوق رؤسكم في أرض الوطن محرراً وذلك أقرب مما تتوقعون”.