مكرما”إعلاميون على طريق القدس”المركز الاسلامي للإعلام والتوجيه:الوحدة هي سبيل الانتصار الأوحد
تقديرا لسعيهم الدؤوب وعملهم الجاد في سياق نصرة قضية الأمة فلسطين، كرم المركز الاسلامي للإعلام والتوجيه عددا من وسائل الإعلام المقاومة، في قاعة كلية الدعوة الإسلامية في بيروت بحضور أمين عام حركة الأمة الشيخ عبدلله جبري، وممثل تجمع العلماء المسلمين الشيخ ماهر مزهر، وممثل وزير الإعلام مصباح العلي، ورئيس اللقاء الإعلامي الوطني وعددا من أعضائه ، وممثلين عن وسائل الإعلام المكرمة وهي قناة المنار، الميادين، ال ان بي ان ، فلسطين اليوم، وشبكة الثبات الإعلامية، ومجلة البلاد الالكترونية، وموقع صدى الضاحية.
بعد قراءة عطرة لآيات القرآن الكريم من تلاوة الشيخ أيمن الأحمد، استهل الحفل، بفيديو تعريفي اختصر معاناة الإعلاميين أثناء أدائهم لمهمتهم الصعبة، وخصوصا الاعلاميين الفلسطينيين أمام آلة القمع والجنود الإسرائيليين.
وبعده مباشرة كانت كلمة لممثل وزير الاعلام الاستاذ مصباح العلي، الذي علق فيها على الفيديو قائلا:”ما شاهدناه الآن هو أبلغ من الكلام، معتبرا أن كل ما سيرد في كلمته ليس مهما بالمقارنة مع الصورة والمشهد ، شاكرا لمدير موقع صدى الضاحية عماد جابر على مجهوده، متمنيا على كل وسائل الإعلام أن تحذو حذوه.
وأردف قائلا،”إنها فلسطين” عبارة بسيطة واجه فيها المشجعون من بلاد عربية أساليب التطبيع مع العدو الصهيوني ،ومتوجها الى الحضور، قائلا” شاهدتم جميعا المباريات، وبينما كنا نلهو بالكرة، كان عدونا يحاول التطبيع”،وأضاف” بكل بساطة ينبغي الاعتراف بأن عدونا ذكي، والمعركة معه تتطلب دهاء”، مؤكدا أن العدو حاول التسلل الى الكرة والى الملعب والى المشهد،الذي يفتح على كل العالم، ليقول بأنه موجود ، وليثبت مشروعية حضوره، الا أن ظنه خاب بفضل وعي المواطن العربي، ولفت العلي الى ان الوعي مطلوب، وهو موجود ولكن ينبغي خلق الأطر لهذا الوعي، معتبرا أن ما حصل خلال المونديال كان استطلاعا بسيطا للرأي أكد أن التطبيع لن يتم، ولو بعد ألف عام، وفلسطين ستبقى فلسطين، وستعود الى أهلها، الى أصحاب الحق، وستعود الهوية الى القدس بصفتها عاصمة دولة فلسطين، مشيرا الى أن هذه الثوابت ليست من نسج الخيال بقدر ما هي محاولة لانعاش الوعي الإنساني فحسب، وليس السياسي لأن فلسطين قضية انسانية في صدر البشرية ،خصوصا أن الشعب الفلسطيني حي يجاهد يكافح للدفاع عن أرضه، والمطلوب هو المؤازرة والتضامن فقط”.
وبالوقوف عند الواقع العربي المرير المليء بالحروب والأزمات ، أكد العلي أنه “ينبغي الاعتراف بأنه ثمة غياب للرؤية وانعدام للوزن وفقدان للتوازن، وغياب للاستراتيجيا ولكن ذلك لا يعني الاستسلام”.
وتساءل العلي، “هل نتجرأ ونعلن الهزيمة،هل نعترف بحق اسرائيل بالوجود كما ينادي البعض، تحت شعار الانسانية وحقوق الانسان، وكما يحاول الترويج معظم الغرب، ام نقاوم ونواجه من أجل استرجاع الحق؟
وركز العلي على أهمية المقاومة كأداء وليس شعار مرحلي على اعتبار انها عمل تراكمي، يبدأ بالكلمة بالصورة بالمشهد.
وفي سياق آخر، رأى العلي أنه ينبغي الاستفادة من الانتصارات التي حققتها المقاومة، لأنها تعني الثقافة والهوية الوطنية والأجيال المقبلة كي لا يصبح أولادنا، وأحفادنا نازحون أو لاجئون.
ومقدرا أهمية المبادرة بتكريم “إعلاميون على طريق القدس” التي تمر بالكلمة الحرة الشريفة، والعدسة الصادقة والشاشة الواضحة، نقل تحيات وزير الاعلام وشكر المركز الإسلامي على مبادرته ونوه بالمكرمين من بوابة تشبيك هذا العمل الإعلامي ضمن شعار واحد وهو المقاومة.
أما كلمة الامين العام للمركز الشيخ محمد سليم اللبابيدي،
فانطلق فيها من تعاليم القرآن والسنة النبوية والأحاديث الشريفة، ليقول أن عمل ما أسماهم ” المجاهدين “دون أن يتأثروا بما يحاك للأمة، ألزمنا أن نشكرهم، ونشكر كل من وقف وساند القضية المركزية للأمة القضية الفلسطينية، ارضا وشعبا ومقاومة ولاجئين، مؤكدا أن هؤلاء الاعلاميين قاموا بواجبهم في جهاد التبليغ وكان دورهم محوريا في الثبات والجهاد على طريق التحرير التام للأرض والمقدسات، لذلك كانت رؤية المركز وضمن أهدافه العامة في التمسك بالقضية المركزية للأمة وضمن فعالياته في احتفاله باليوبيل اللؤلؤي ذكرى تأسيسه الثلاثين، تكريم “اعلاميون على طريق القدس”.
ولفت اللبابيدي أن المركز ومنذ تأسيسه عام 1993 على يد الراحل الشيخ الدكتور سليم اللبابيدي رحمه الله ، وضع أولى ثوابته التمسك بالقضية المركزية للأمة ، والعمل على وحدة الأمة بجناحيها السني والشيعي، أنه لا نصر ولا توفيق إلا بوحدة الأمة.
وأضاف، “حينما عصفت بأمتنا المواجهات الجديدة للعدو الأكثر وحشيةوهو العدو التكفيريتم تعديل ثوابت المركز لتشمل أيضا العمل على تصحيح صورة الإسلام الحقيقي السمح.
أما بالنسبة للمطبعين، فقال اللبابيدي”شاهت وجوههم والأبصار، كيف لا وهم من غفلت أعينهم عن الظلم والتعدي، والعربدة الصهيونية اليومية التي يتعرض لها الفلسطيني، ليس الإعلامي فحسب، مؤكدا أن فلسطين كلها باتت خبزهم اليومي، متأسفا أن يتم مد يد المصافحة والمودة والتعاون للعدو الاسرائيلي،لا بل اعتبارها الجارة والصديقة،متوجها الى فلسطين قائلا”لك الله يا فلسطين”.
وعد اللبابيدي المبادرة هذه تعبير عن تجديد البيعة لفلسطين ومسجدها، وأرضها وقضيتها، مشيرا الى أنها ستشمل عناوين أوسع وأشمل وكلها على طريق القدس من حقوقيين وسياسيين وأطباء ورجال دين ونقابيين، وذلك لتعزيز قضية فلسطين لدى الجميع.
وفي حديثه، أكد اللبابيدي على عدة أمور،
أولها، تثمين الجهود الإعلامية المبذولة، في أرض فلسطين وفي بلاد الشتات،العاملة على نقل الصورة الحقيقية لمعاناة الفلسطيني اينما حل في بلاده المغتصبة او بلاد اللجوء، معتبرا ان عملهم هو جزء لا يتجزأ من جهاد التبليغ، الذي يتكلف فيه كل مسلم على وجه الأرض.
ثانيا ، توجه الى المنظمات الحقوقية الاعلامية الدولية مطالبا اياها بالتحرك الرسمي والعاجل وبشكل عادل وحاسم لرفع الظلم عن الاعلاميين الفلسطينيين في الداخل ودعمهم في قضاياهم المحقة، في وجه المتغطرس الصهيوني.
هذا ودعا أبناء الشعب الفلسطيني كافة، بكل تسمياته، الى الوحدة الوطنية الجامعة، التي بها يتحقق الانتصار، وتعود القدس محررة عاصمة أبدية لفلسطين.
وحيا اللبابيدي الجهاد المستمر في الأرض المحتلة، سواء كان بالكامرا والمايك أو بالبندقية والحجر، معتبرا أن الملاحم البطولية التي يسطرها أبناء الشعب في الضفة والقطاع لا سيما “عرين الاسود”، تشكل كابوس الاحتلال الجديد، وتذهب مقولتهم البالية الكبار يموتون والصغار ينسون.
وختم الشيخ اللبابيدي بالتشديد على الثوابت التي بني عليها وهي التمسك بالوحدة الإسلامية، والتمسك بالقضية المركزية للأمة، والعمل على تصحيح صورة الدين المحمدي الأصيل، بالإضافة الى العمل على الحوار مع الأديان لما فيه خير الوطن المواطن.
ممثل قناة الميادين الإعلامي عماد خياط وأثناء تكريمه، توجه بشكر المركز على الدعوة لتكريم وسائل إعلام تصنف في خانة المقاومة وهي تقوم بدورها، معتبرا أنها مبادرة طيبة من قبل المركز، ومؤكدا أنها تعكس إدراكا ووعيا كبيرين لأهمية الإعلام في الدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الأم ، وأردف قائلا:”بصفتي ممثل الميادين هنا أنقل لكم تحيات القناة، وكما عهدتموها كانت ولا زالت وستبقى الى جانب القضايا العربية، والشعب الفلسطيني وفلسطين في المقدمة”.
غسان عبدلله وكانت لرئيس تحرير مجلة البلاد الالكترونية غسان عبدالله كلمة اكد فيها أنه في مقام الطريق الى القدس ثمة مطبات كثيرة، ولكن أهم ما تخطيناه ونواجهه في عالم الإعلام هو إعلام العدو الاسرائيلي، واعتبر أن “الشعب الفلسطيني المضطهد والمظلوم هو الذي سيوصلنا الى أن نصلي يوما من الأيام في القدس وفي المسجد الأقصى وفي كنيسة القيامة”.
وألقى عبدالله قصيدة شعر عبرت عن معاناة الإعلاميين على طريق القدس وخص فيها الاعلامية الشهيدة في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة والتي قتلت برصاص العدو الاسرائيلي.
وكان الختام مع الدكتور علي عز الدين وهو مدير العلاقات العامة في صدى الضاحية، الذي استهل كلمته بعبارة، “انا لفلسطين وانا اليها راجعون”، وأضاف”ندخل في هوائك رائحة الليمون تقودنا نحو توقيت بهائك، الساعة الآن الناصرة ولد ورملة من الضاحية هنا فلسطين”، وتوجه عز الدين الى الحضور بالقول إن صدى الضاحية كان عنوانا لصدى الحقيقة من ادارة ومتطوعين،مؤكدا أنه شعلة مضيئة في الاعلام العربي المقاوم، معتبرا أن كل اعلامي على هذا الخط هو شهيد مع وقف التنفيذ، لأن العدو الغاشم يكره الكلمة الحقة والصورة التي تعكس الحقيقة شاكرا الدعوة .
وخلال الحفل تم تقديم الدروع للقنوات المكرمة وللإعلاميين على خط المقاومة.