أخبار المركز

شهداء الجنوب: منارات التضحية وعناوين المجد

بقلم فاطمه بشير اللبابيدي

في صفحات التاريخ المضيئة، تبرز أسماء الشهداء كنجوم خالدة لا تنطفئ، رسموا بدمائهم الطاهرة دروب العزة والكرامة. وفي الجنوب، حيث الأرض تلامس السماء بحب الوطن، وقف رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقدموا أرواحهم فداءً للحرية والعدالة والكرامة.

شهداء الجنوب لم يكونوا فقط جنودًا في ميادين القتال، بل كانوا رموزًا للثبات، ورجالًا اختاروا طريق الشرف دون تردد. سطّروا ملاحم الفداء في مواجهة الاحتلال، والإرهاب، وكل معتدٍ أراد أن يدنس تراب الوطن. كانوا أبناء الأرض التي أنجبتهم، وأوصياء على أحلام الأجيال القادمة.

عندما نتحدث عن شهداء الجنوب، فإننا نتحدث عن تاريخ مضمّخ بالدماء الزكية، وعن رجال حملوا السلاح على أكتافهم، والإيمان في قلوبهم، ليكتبوا فصولًا من المجد في كل وادٍ وجبل وساحل. من عدن إلى الضالع، ومن شبوة إلى أبين، ومن لحج إلى حضرموت، حمل الشهداء رسالة الحرية، ودفعوا الثمن الأغلى ليبقى الوطن عاليًا.

لم تكن تضحياتهم في ساحة القتال وحدها، بل في كل ميدان نادى بالكرامة. قاتلوا من أجل الحق، وناضلوا من أجل أن لا يُهان الإنسان الجنوبي أو يُستعبد. كانوا الحصن المنيع، والمحراب الذي عانق السماء بدعاء الأمهات ودموع الأطفال.

اليوم، ونحن ننعم بثمار تلك التضحيات، لا بد أن نفي الشهداء حقهم بالذكرى والوفاء. أن نحمل رسالتهم، ونسير على نهجهم، وأن نكون أمناء على إرثهم الوطني والإنساني. إن أرواحهم باقية فينا، تتردد في أنفاسنا، وتزهر في كل خطوة نبني بها الجنوب الجديد، جنوب العدالة، والسيادة، والاستقرار.

فلتخلد ذكراهم في القلوب، ولترتفع أسماؤهم في المناهج، والنُصب، والميادين. فهم الذين كتبوا بدمائهم قصة شعب لا يُكسر، ووطن لا يُباع، ومستقبل لا يُرتهن.