عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الأسبوعي خصصته لدراسة المستجدات المتعلقة بتداعيات معركة طوفان الأقصى وصدر عنها البيان التالي
لم يكن العدو الصهيوني ليتوقع أن المقwaمة في فلسطين تمتلك القدرة على خوض حرب هجومية تصل إلى حد تحرير مناطق شاسعة من أرض فلسطين التي يحتلها، ولم يكن يتوقع أيضاً أنها تستطيع فيما لو فعلت ذلك أن تبقى حيث وصلت وتصمد وتواجه لأنه أعتاد على العمليات الكلاسيكية التي تنفذ فيه المجموعات المقتحمة عملها ثم تنسحب، لذلك كانت الفاجعة لديه بانكسار هذه الفكرة كانت تتحكم بطريقة إعداده لخططه الدفاعية.
إن ما حصل في عملية طوفان الأقصى يرقى ليكون مدرسة جديدة في الحروب الحديثة، حيث تستطيع معه الجهات المعنية بتحرير أرضها من الإستفادة من كل الإمكانات والقدرات المتاحة لها بأقصى ما يمكن تحصيله منها والاعتماد على أنها صاحبة حق والتوكل على الله والإيمان بنصره وتصل إلى غاياتها وأهدافها، وهذا ما شاهدناه في الأيام الماضية بوضوح.
إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ نعتقد أن ما يحصل في هذه الأيام من ردود فعل هستيرية من قبل العدو الصهيوني والذي يطال المدنيين ويدمر المباني على ساكنيها هو أولاً تعبير عن العجز الذي لم يستطع معه أن يطال الأبطال المقاتلين، وثانياً هو تعبير عن الجبن والهزيمة النفسية إذ بدلاً من مواجهة الذين دخلوا إلى مغتصباته واحتلوا مواقعه العسكرية يقفز إلى قتل المدنيين ظناً منه أنه بذلك يستطيع أن يستعيد جزءاً من معنويات جنوده ومواطنيه المنهارة تماماً، وسيكتشف بعد قليل أن هذه الخطوة لن تنقذه من الواقع الذي يعيشه وسيتأكد له أن المقwaمة ستستمر في عملياتها وقصفها وبوتيرة متصاعدة.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع الهيئة الإدارية الذي خصصته لمتابعة التطورات في فلسطين بعد عملية طوفان الأقصى نعلن ما يلي:
أولاً: يؤكد تجمع العلماء المسلمين أن ما تقوم به المقwaمة في غزة من أعمال عسكرية وتطهير لمواقع صهيونية إنما تقوم به نيابة عن الأمة وأنها تحظى بتأييد كل شعوبها أما الحكام الذين دعوا لضبط النفس فهم ومنذ وقت طويل لم يكونوا معبرين عن إرادة هذه الأمة وخياراتها.
ثانياً: يعلن تجمع العلماء المسلمين تأييده للخطوات التي اتخذتها المقاومة الإسلامية في لبنان سواء بالقصف الذي طال المواقع الصهيونية في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا أو تلك التي ستتخذها لاحقاً والتي تمتلك قيادتها الحكيمة وحدها حق تقرير اللحظة التي تستدعي التدخل ونؤيد في هذا المجال ما أعلنته سابقاً عن أن أي دخول بري إلى غزة سيستدعي تدخلاً مباشراً منها في لبنان.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام العدو الصهيوني باستهداف المساجد في غزة والذي طال إلى الآن عشرات المساجد والتي عادة ما يلجأ إليها المدنيون، معتبراً أن ذلك يعبر عن الحقد الأعمى للكيان الصهيوني على الإسلام ومقدساته، وليعلم أن ذلك لن يزيد المقwaمة إلا تمسكاً بنهجها واستمراراً في جهادها حتى الوصول إلى الهدف الأسمى وهو تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر.
رابعاً: يطالب تجمع العلماء المسلمين المقwaمة في فلسطين بتصعيد القصف الصاروخي على كامل التراب الفلسطيني المحتل، لأن المجتمع الصهيوني اليوم يُعاني من صدمة ويعيش الخوف وهو سيضغط على حكومته لإيقاف عدوانه والسبب هو تصدع الجبهة الداخلية.
خامساً: إن التهديد الذي أعلنه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن بأنه سيتدخل في هذه المعركة من خلال إقرار 6 مليارات دولار امريكي وتقديم مساعدات عسكرية للكيان الصهيوني لن يرعب المقwaمة وهي تعرف أصلاً أن ما كان موجوداً في مخازنه في الكيان الصهيوني قد تم نقله إلى أوكرانيا، وهم غير قادرين على متابعة كل المعارك، وينوه تجمع العلماء المسلمين في هذا المجال بما أعلنته الفصائل العراقية من أن أي تدخل أمريكي سيقابل بهجمات على المواقع الأمريكية داخل العراق، ما يعني أن الحرب اليوم هي حرب الأمة على الاحتلال الصهيوني والاستكبار الأمريكي.