اعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في منتدى طهران للحوار، أن لكل من يعيش على هذا الكوكب الحق في العيش واحترام حقوقه ,لن نتخلى بأي حال عن النشاط النووي السلمي.
كما أن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان رحب الضيوف المشاركين في منتدى طهران للحوار الذي بدأ فعاليته اليوم وسيستمر لمدية يومين. قائلا خلال كلمته نأمل أن نتمكن من خلال حضوركم، من جمع آرائنا وكلماتنا في لغة ورؤية مشتركة.
وأضاف جميعنا من نعيش على هذا الكوكب نتحرك مثل الكرة نحو وجهة لا نعرفها في المجرة. هذه الكرة الموجودة في مجرة درب التبانة ليست بحجم الفيروس. حتى مجرتنا لا تتميز عن المجرات الأخرى.
وتابع هذا هو منزلنا، أي أننا نعيش على هذه الكرة، على هذا المنزل، الذي يحق لكل شخص أن يعيش فيه، وإذا قبلنا أن هذا المنزل ملك لنا جميعا وقبلنا وجهة النظر القائلة بأننا جميعا نعيش في منزل واحد، فإن كل من يعيش على هذا الكوكب لديه الحق في العيش واحترام.
واكد انه يتوجب علينا جميعا كبشر احترام حقوق بعضنا البعض، وعندما يتم تجاهل حقوق الإنسان، يبدأ الصراع والخلاف .وهو ما يفعله الكيان الصهيوني وداعموه اليوم من خلال قتل الناس العزل والتعدي على أراضي ومنازل الناس المضطهدة.
واضاف بزشكيان :إذا لم تفكر الدول القوية بالعدوان على الدول الأخرى فلن يكون هناك صراع. يجب على البشر أن يساعدوا بعضهم البعض، ويجب علينا أن نتقاسم إنجازاتنا في مجالات الصحة والمعرفة، وإلا فإن ذلك سوف يضيع إمكانية استمرار الحياة في هذه الدورة من الوجود.
وتابع :كل كائن حي في هذا الوجود لديه حقوق، وإذا تجاهلنا هذا الحق فإن آثاره ستعود علينا جميعا.
وفي إشارة لزيارةالرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة قال بزشكيان: “جاء ترامب إلى المنطقة وقال: إيران عامل خطر، ولكن هل نحن سبب الخطر؟” هل نقوم بقصف المنازل؟ هل نقوم باغتيال العلماء؟ هل ندفن العلماء والمواطنين تحت أكوام التراب؟ نحن نقول أن لدينا أسلحة متطورة، وسوف ندمر منشآت بلد آخر؟ هل نقول هذه الأشياء؟ أو الذي يتشدق عن السلام؟
وأكد: الأميركيين لن يسمحوا بتطور المنطقة حتى يستفيدوا منها.
النتيجة هي أن من يأتي إلى المنطقة يريد استفزازنا للقتال. يعلن أحدى الدول عامل تهديد، ويعطي الاخر سلاحا، مما يعني أنه يعطي الجميع سلاحا وبمعنى ادق يأخذوا مننا ثمن ما يعطونا أياه، وفي النهاية لا يبقى شيء للمنطقة. نتيجة هذه الحرب التي يخوضها هو أننا سنقاتل بعضنا البعض.
وحول فلسطين وما يجري في غزة الجرح النازف قال بزشكيان: لقد قلنا مراراً وتكراراً في لقاءاتنا مع الزعماء والسياسيين والدول، أنه يتعين علينا أولاً أن نكون صوتاً موحداً، وبالتالي يتعين علينا احترام حقوق الشعوب التي تعيش في المنطقة والاعتراف بحقوقها. يجب على المنطقة بأكملها أن تتحد ضد أولئك الذين ينتهكون حقوقها ولا نسمح بحدوث أي انتهاكات.
وأضاف: إذا اتخذت الدول الإسلامية موقفا موحدا فلن يتمكن الأعداء من مواصلة أعمالهم بسهولة والآن نشهد قيام الكيان الصهيوني بعملية تهجير قسري للناس. لقد أدى ذلك إلى نزوح الملايين من الناس في غزة وإبقائهم في مجاعة متعمدة ودائمة.
وتابع أعتقد أننا، الدول الإسلامية، مسؤولون عن هذا وفي حال وضعنا خلافاتنا جانباً واحترمنا حقوق بعضنا البعض، فسوف نتمكن من الدفاع عن أنفسنا ضد أي عدوان، ولن يتمكن أعداؤنا من تحقيق اعمالهم.
وردًا على سؤال حول المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا عبر وساطة عمان والرسائل المتناقضة من أمريكا بعد كل جولة مفاوضات، قال: “يجب أن يقبلوا حقوقنا؛ وحقوق كل دولة وفقالمعاهدات الدولية. بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، لنا الحق في البحث النووي السلمي؛ نحتاج هذا العلم للصحة والزراعة والصناعة وغيرها.
من قال إن لهم الحق في حرمان الدول الأخرى من النمو والعلم؟ يقولون إنهم يريدون أن لا تمتلك إيران أسلحة نووية؛ قائد الثورة الإسلامية قال إننا من الناحية الإسلامية لا يمكننا امتلاك أسلحة نووية؛ وانتهى الأمر. لن نصنع قنبلة نووية؛ يقولون للمنطقة إننا نسعى نحو السلاح بينما هذا غير صحيح”.
وأكد بزشكيان:”ترامب قال يجب أن نضمن عدم امتلاك إيران لأسلحة نووية، ويمكنهم التحقق بالطريقة التي يريدونها. كإنسان، أنا لا أقبل أي فرض وإكراه؛ ليصعدوا ويهبطوا،فأنا لا أقبل الفرض والإكراه. لن نتخلى بأي حال عن النشاط النووي السلمي، ومهما فعلوا، لن نتراجع. انهم يريدون فرض عقوبات علينا، نحن تحت العقوبات منذ زمن، ومهمافعلوا فنحن نحافظ على علاقاتنا. نحن لا نخاف من الاستشهاد؛ لا يخيفوننا. يقولون إنهم يبحثون عن السلام، فلماذا يلوحون بالسلاح أمام الآخرين؟ نحن نريد إقامةالأخوة داخل البلاد وفي العالم، لكننا لن نتنازل عن حقوقنا”.
وردًا على سؤال آخر حول رؤية الحكومة للسياسة الخارجية، قال: “أمريكا و”إسرائيل” يعتقدان أننا أصبحنا ضعفاء وأن هناك انقسامًا بيننا ويمكنهم تنفيذ سياستهم. هذا خطأ، نحن لم نضعف. سعينا لتحقيق التآخي من مختلف الجوانب وقد تحقق. نريد إيران موحدة؛ لا يجبتجاهل حقوق الأعراق والأجناس”.
وقال الرئيس: “إذا توحدنا داخليًا ووثقنا العلاقات مع الجيران، لا يمكن لأحد أن يعيقنا. ان العدو يطمع، ونحن نقول إنهم يخدعون أنفسهم. فنحن لا نريد الاعتداء على أي بلد ونؤمن بأنه يجب احترام حتى البيئة، فكيف يمكن أن نسعى للتدمير والقتل؟ أمريكا تقولإن لديها أسلحة لا يمكن تصورها، وتعتقد أنها تستطيع تحقيق شيء. أمريكا أشعلت حربًا لا نهاية لها وتريد جعل المنطقة غير آمنة لنهب الموارد”.
وفي ختام كلمته للحضور، قال بزشكيان: “نحن نمد يد الصداقة للجميع ومستعدون للتعاون في جميع المجالات. لنتكاتف لبناء منطقة يسودها السلام؛ نحن لا نحتاج إلى ‘سادة’، فليعودوا إلى منطقتهم”.