رغم استمرار الاعتداءات “الإسرائيلية” والضغوطات الخارجية وتحديداً الأميركية، ومحاولات منع تمويل إعادة الإعمار، والحملات التي تقوم بها وسائل إعلام عربية ومحلية، وتصريحات بعض المسؤولين التي تُحرِّض على بيئة المقاومة، واعتماد كل وسائل التضييق والخنق والحصار، يَستكمل حزب الله إعمار ما هدّمته آلة الحرب الصهيونية، دون الإكتراث لكل ما قيل ويُقال، فلا شيء يقف بوجه تنفيذ وعده لشعبه بإعادتهم الى بيوتهم ومدنهم وقُراهم.
في البقاع، تقول مصادر متابعة انه لا يزال أهله يعيشون تحت القصف “الإسرائيلي” الذي يستهدف المنطقة بعد إعلان وقف إطلاق النار، وبالتزامن مع ذلك يُكملون ترميم منازلهم للاستقرار فيها، ويُكمل حزب الله خطّته التي أعدّها بمراحلها لإعادة الإعمار. ان الحزب أنهى ملف الإيواء بشكل نهائي، وكذلك صفّر كل الاستمارات التي أعدّها لإنجاز ملف الأضرار البسيطة، التي تعرضت لها بعض المنازل والمباني، بحيث تم التعويض على أصحابها، ومَن بقيَ منهم قيد التسليم أو استلم المبلغ الأول وقدّم اعتراضاً ويَنتظر تسلّمه المبلغ الثاني، فملف الاعتراضات، وفق المصادر، لا يتجاوز في هذه المنطقة الـ 10% قبض منهم حوالى 85%.
بعد إنجاز المراحل السابقة، تم البدء بمرحلة الترميم المحدود في البقاع، وفق المصادر، الذي هو عبارة عن أضرار إنشائية حصلت في المكان، كحدوث فجوات في السقف وتضرر عواميد، لذا تخضع هذه الأضرار لفحص لجنة إنشائية بعد المسح الأول الذي تقوم به لجنة مسح الأضرار، فتُحدِّد وفق معايير يضعها الفريق الهندسي، إن كان المكان يحتاج الى ترميم محدود أم ترميم شامل، وبعد حسم اللجنة أن الترميم محدود يعود الملف من جديد للجنة مسح الأضرار، فيتم التدقيق بالاستمارة واستدعاء صاحب المنزل ومهندس من قِبله، ليتم الترميم تحت إشرافه بعد أن يُوقِّع ملفه، ويتم بعد ذلك تحويله للصرف. أما الترميم الشامل فهو في مرحلة لاحقة تلي الحالية، وفق المصادر، فهذه الحالة تحتاج الى أكثر من كشف لتعبئة الاستمارة النهائية ليتم التعويض على أساسها.
أما الاعتداءات “الإسرائيلية” الأخيرة التي استهدفت المنطقة، وتحديداً بلدات سرعين وطاريا وحوش وتل صفية والهرمل، والتي أدت الى تضرّر حوالى 400 منزل، فتقول المصادر إن سرعان ما تم المسح الميداني من قبل مهندسي اللجنة، لإنجاز الملف بسرعة لإستقرار الأهالي في منازلهم.
أما التعويضات ذات الطابع الاقتصادي، أي المحال التجارية والسيارات، وكذلك التعويضات الزراعية، تقول المصادر إنه تم مسح كل شيء بهذا المجال، لكن التعويض ليس في هذه المرحلة، لأن الأولوية هي إعادة الناس الى منازلهم قبل أي شيء، وفي ما يتعلّق بالمحال التجارية، تم فقط ترميم المحلات الموجودة ضمن المباني السكنية حتى اللحظة.
إذاً، في البقاع كما في الجنوب والضاحية، البيئة نفسها والمقاومة نفسها، فبيئة المقاومة رغم كل ما يحصل عليها من اعتداءات، ويُمارَس عليها من ضغوطات، تجدها متمسكة بخيار المقاومة أكثر من أي وقت مضى، والمقاومة رغم كل ما تتعرّض له، لا يؤثّر ذلك في وعودها والتزاماتها تجاه شعبها، فكل خطوة يقوم بها أهل البقاع هي نوع من أنواع المقاومة، فالبقاء في الأرض مقاومة، والصمود بوجه كل التحديات مقاومة، والثبات على الموقف مقاومة، والالتزام مقاومة، هكذا كان البقاع خزان المقاومة وهكذا سيَبقى…