ذكر محلل الشؤون السياسية، في موقع “القناة 12 الإسرائيلية”، إيتام ألمدون أنّ التفاؤل في المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران والتقارير، والتي تُفيد بأنّ عُمان أفادت بأنّ واشنطن تنازلت عن مطلبها بتفكيك البرنامج النووي الإيراني كاملًا، تُثير مخاوف كبيرة في “إسرائيل”.
وجاء في مقال لـ ألمدون: “يأتي هذا في ظل نشر التقرير الدراماتيكي، في صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، والذي يُشير إلى أنّ خططًا “إسرائيلية” لضرب المنشآت النووية في إيران – ربما في الشهر المقبل – قد ألغاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمصلحة مفاوضات مباشرة مع طهران، ومع ذلك، أفادت وكالة “رويترز”، يوم السبت الماضي، أنّ “إسرائيل”ما تزال تفكّر في “هجوم محدود” قد يتطلب دعمًا أمريكيًّا أقل”.
وتابع ألمدون: “وفقًا لما ورد في “نيويورك تايمز”، قدّمت “إسرائيل” في الأشهر الأخيرة للإدارة الأميركية عدة خيارات لشنّ هجوم على إيران، ومنها خيارات مع جداول زمنية للربيع والصيف المقبل، ليس واضحًا بالضبط ماذا يقصدون بتعريف الهجوم المحدود”، يقول ميخائيل، ويضيف: “هل يدور الحديث عن هجوم محدود للبنية التحتية النووية فقط، أم للبنية التحتية العسكرية أم الاقتصادية؟ في كل الأحوال، أي هجوم، وبالتأكيد محدود، لن يقضي على جميع البنية التحتية النووية، إنّما سيؤخّر العملية فقط”.
وبحسب تقرير، نُشر قبل حوالي شهرين في صحيفة “واشنطن بوست”، كان من المفترض أن تشمل الأهداف الرئيسة للهجوم “الإسرائيلي” منشأتي “فوردو ونتانز”.
وهنا، يصرّح ميخائيل: “حتى لو أصبنا المنشأتين النوويتين، وخاصة في “نتانز”، لن نتمكّن من ضرب المنشآت التي تقع في عمق يتراوح بين 60 و80 مترًا تحت الأرض، لأنّنا لا نملك القنابل المناسبة لذلك”، فبرأيه أنّ: “هجومًا مستقلًّا من المتوقع أن يُحقّق نتائج أقل بكثير، بخلاف التعاون مع الولايات المتحدة الذي كان من المفترض أن يُعيد البرنامج النووي إلى الوراء لمدة عام”.
تقدير الخبراء، بناءً على ما ورد في “واشنطن بوست” ونشر إيتام ألمدون، أنّ هجومًا “إسرائيليًّا” على المنشآت النووية الإيرانية سيُقيّد نشاط إيران في أفضل الأحوال لبضعة أشهر، وربما فقط لعدة أسابيع.
علاوة على ذلك، فإنّ مثل هذا الهجوم قد يُحفّز إيران على مواصلة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى السلاح.
وفقًا لتقرير “رويترز”، أشارت “إسرائيل” إلى أنّها ستظل بحاجة إلى ضمان من واشنطن للحصول على دعم دفاعي في حال الردّ الإيراني، حتى لو كان الهجوم نفسه أكثر استقلالية.
و”لمواجهة الرد الإيراني، نحن بحاجة إلى دعم أميركي سيقود تحالفًا إقليميًّا ودوليًّا، كما حدث في المرات السابقة، وإلّا ستكون “إسرائيل” أكثر عرضة للخطر”، يؤكد ميخائيل، ويضيف: “إذا عملت “إسرائيل”، بشكل مستقل، في أثناء المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة، فسيكون من الصعب إقناع الأميركيين بتوفير مظلّة دفاعية”.
اكمل: “ستضطر “إسرائيل” إلى مواجهة الرد الإيراني بمفردها، هكذا يجب أن تكون فرضية العمل، سيكون ذلك أكثر صعوبة، وبالتالي ستكون الأضرار المحتملة أكبر بكثير”.
يُشير الكاتب “الإسرائيلي” إلى أنه حتى إذا كان لدى “تل أبيب” القدرة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، بشكل مستقلّ وفعّال في وقت قصير، فإنّ ترامب، والذي منع سابقًا الخطة المشتركة، قد لا يمنح الضوء الأخضر.
“سيكون هذا تحديًّا خطيرًا ضد الولايات المتحدة التي تقود حاليًّا مسار المفاوضات مع إيران”، يوضح ميخائيل، ويعتقد بأنّ: “”إسرائيل” ليست في وضع يسمح لها بالتحرك بطريقة تتناقض بشكل واضح مع المسار الذي يقوده الرئيس الأميركي، وأنّ مثل هذا التصادم مع رئيس كهذا قد يترتب عليه ثمن باهظ”.