ماذا وراء زيارة الأسد إلى الصين ؟
بعد أيام على إعلان قمّة العشرين المنعقدة في نيودلهي عن الممرّ الاقتصادي من الهند إلى أوروبا، والذي يمرّ عبر الخليج وميناء حيفا في فلسطين المحتلّة ثم اليونان إلى ألمانيا، علمت «الأخبار» أن الرئيس السوري بشّار الأسد، قد يرأس الوفد الرسمي السوري الذي يستعدّ لزيارة بكين في الأسابيع المقبلة.
وأكّدت مصادر دبلوماسية شرقيّة لـ«الأخبار» أن وفداً سورياً رفيع المستوى، من المرجّح أن يزور العاصمة الصينية قريباً لعقد اجتماعات على مستويات عالية مع المسؤولين الصينيين لتداول تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والدور الصيني في مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها الاقتصادية. وقال مسؤولون في سوريا إن الزيارة ستكون «مهمة جداً»، وإن الأسد سيلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ في احتفال رسمي.
زيارة الأسد، ستشكّل محطّة استراتيجية في مسار العلاقات السورية ـ الصينية، وجرعة قويّة إضافية للدور الصيني في المنطقة، بعد دور بكين في تحقيق المصالحة السعودية ــ الإيرانية ربيع هذا العام، والتي بدأ مسارها مع عقد الرئيس الصيني ثلاث قمم في السعودية في كانون الأول 2022، ومؤشّراً جديداً إلى التحوّل في سياسات الصين الخارجية، إذ إن زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي في تموز من عام 2021 لدمشق ولقاءه الأسد ضمن جولته على المنطقة، أعطيا مؤشّراً قويّاً إلى تخلّي الصين التدريجي عن مراعاة الغربيين في ما يخصّ العلاقة الرسمية مع سوريا، وإعلان عن مرحلة سياسية جديدة دخلتها دمشق وقتها بعد 10 سنوات من الحرب.
الزيارة هي سياسيّة أوّلاً، وتؤكّد حرص الصين على تثبيت شرعية الدولة السورية والرئيس الأسد على المستوى الدولي، رغم محاولات الأميركيين عرقلة مسار المصالحة العربية ـ السورية، وحرمان الدولة السورية من استثمار التقدّم السياسي ببسط السيطرة الكاملة على الأرض السورية وإيقاف الانهيار الاقتصادي والنزيف الاجتماعي وعرقلة أيّ جهود لإعادة الإعمار.


