الساحة اللبنانية

عيتاني: واجهنا وعملنا لأن البلد في حاجة لمرفأ بيروت في هذا الظرف العصيب

دعا المدير العام ورئيس مجلس ادارة مرفأ بيروت عمر عيتاني طلاب لبنان “للاعتزاز اننا بلد يصدر الأدمغة، وفي الوقت نفسه نأسف لأننا لم نتمكن من استثمارها في الوطن”، لافتا الى “الحروب الطائفية والاهلية التي مرت على لبنان وكانت وصمة عار، ولكن كان لا بد من أن نخبر الأجيال عنها حتى لا يعود بنا الزمن الى الوراء أو حتى  لا يحاول أحد ان يأخذهم الى هذا المسار”.
 
وقال أمام وفد طالبي من معهد الرسل – جونيه، خلال زيارتهم لمرفأ بيروت: “ميزة لبنان انه يحتضن اكثر من ١٧ طائفة ورغم هذا التنوع نحن قادرون على الاستمرار والتلاقي رغم كل الخلافات والاختلافات”.

 
ودعاهم إلى التمسك بوطنهم وبالفرص المتاحة امامهم، “لأن الامور لا تبقى على ما هي عليه”، مشيرا الى ان “اللبنانيين في الخارج ورغم نجاحهم، مرجعهم وشغلهم الشاغل هو الوطن، ونماذج رجال الاعمال كثيرة الذين استثمروا مالهم ونجاحهم في الخارج على ارض الوطن في عدة اطر منها خيري ومنها تنموي وكل ذلك في سبيل تحسين قدرات وتأمين فرص العمل امام اللبنانيين لانهم لم يعتادوا العيش على نفقة الغير”.
ولفت الى ان “الشعب اللبناني هو شعب منتج ولديه حب للعيش وقدرة على النهوض والاستمرار والمواجهة، وهذا ما يجعلنا محط انظار العالم، ولكن الازمة الحالية والاقسى التي نمر بها يجب ان نأخذ منها العبر”.
وتوجه الى الطلاب بالقول: “أنتم مقبلون على مرحلة جديدة من حياتكم التعليمية الجامعية وبعدها المهنية وانتم أمل لبنان الجديد، وعليكم ان تكونوا منتجين، انتم ذاهبون الى العمل في مختلف القطاعات ويجب ان تكون رسالتكم موحدة وان يكون لديكم هدف، والهدف لا يتحقق إلا اذا تضافرت جهود الجميع، فلا يستصغر أحدكم دور الآخر، ولا ترفضوا فرص العمل المتاحة، لأن الفرصة الصغيرة قد تؤدي وفقا للتجارب ووفقا لتجربتي الشخصية في المرفأ الى أن يكون أمامكم أفق ومستقبل أكبر. ان الدور المنوط بكم سيكون كبيرا  أنتم من سيؤسس لشكل المجتمع الجديد. كونوا شعبا واحدا في بلد واحد”.
وعن دور مرفأ بيروت أشار إلى أن “لبنان يعتمد على مرفأ بيروت لكوننا بلد قائم على الاستيراد، فنستورد اغلب حاجتنا اليومية وهذا ليس صحيا، مع العلم بأن القدرات الانتاجية في لبنان متواضعة، كما ان نظامنا يعتمد على التحويلات الخارجية، فيما لو كنا بلدا صناعيا ويعتمد على التصدير او لدينا اكتفاء ذاتي لما تأثرنا الى هذه الدرجة بالازمة”، داعيا الطلاب الى “الإنتاج من أجل لبنان”.
وقال: “لدينا في المرفأ ١٦ رافعة، وهي من اهم الرافعات نوعية في العالم. بعد الانفجار استلمنا مهامنا في ظروف اقتصادية مزرية وكنا في خيار بين أمرين، اما الاستسلام واقفال هذا المرفق ولكننا بهذا القرار كنا سنفاقم الازمة الاقتصادية التي نرزح تحت وطأتها، وكنا بذلك عرضنا البلد الى مجاعة، لان لبنان كما اشرنا يعتمد في نظامه على الاستيراد وكانت الامور ستصل الى الحرب. أما الخيار الثاني فكان المواجهة، وهذا ما حصل، لأننا لم نتهرب من مسؤولياتنا وعملنا دون ان نسأل اذا كان هذا العمل ضمن إطار مهامنا أو مهام غيرنا، لأن البلد كان بحاجة ماسة لمرفأ بيروت في هذا الظرف العصيب”.
 
وختم: “المرفأ تلقى بعد الانفجار 1% من المساعدات فقط، والباقي كان من مجهودنا الخاص، بحيث ان الوفود التي كانت تزورنا وتتضامن معنا، تقول لنا انه علينا مساعدة أنفسنا، وهذا ما حصل والنتيجة اليوم هي امام الجميع. فالمرفأ قادر اليوم على تأمين كافة الخدمات. وعليه، ادعوكم ليكون لديكم دائما نوع من بصيص الأمل للاستمرار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *