بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لتحرير الجرود أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:
نحتفل اليوم بانجاز كبير تحقق على أيدي المجاهدين الأبطال في المقwaمة الإسلامية بالتعاون مع الجيش اللبناني من الجهة اللبنانية والجيش العربي السوري من الجهة السورية، وأدى هذا الانجاز إلى إنهاء الوجود التكفيري في كامل منطقة الجرود، وتراجع خطرهم من أن يكون خطراً وجودياً على لبنان والمنطقة بشكل عام وعلى سلامة ووحدة وأمان اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم بشكل خاص ليتحول إلى خطر أمني ما زال مستمراً إلى الآن، ولولا هذا الانتصار لهدمت دور للعبادة ولانتهت الدولة إلى غير رجعة، ولتعرضت مسيرة العيش المشترك إلى انتكاسة كبيرة اهتزت معها أركان هذا الوطن العزيز.
في 28 آب 2017 أثبت لبنان أنه قوي يستطيع حماية نفسه من المخططات الخارجية والمؤامرات الدولية، وأثبت أن الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقwaمة هي التي حمت الوطن وهي التي ستحميه مستقبلاً، وأن الخروج من هذه المعادلة كما يحاول البعض أن يعمل اليوم بإرجاعنا إلى صيغة قوة لبنان في ضعفه يجعله وطناً مستباحاً للأطماع الخارجية خاصة الصهيونية في أرضه ومياهه ونفطه.
لقد أكدت الملحمة البطولية التي سطرها الجيش اللبناني والمقwaمة الإسلامية على أهمية الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقwaمة في الدفاع عن لبنان وحمايته من الأطماع الصهيونية وجعله وكراً للمخابرات المركزية الأمريكية، ولعل هذا هو السبب الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية وأعوانها لإدخال هذا البلد المقwaم في حصار اقتصادي ظالم، أولاً معاقبة للشعب اللبناني في أغلبه على مساعدته للمقwaمة، وثانياً محاولة أخيرة للقضاء على المقwaمة من خلال جعل الناس ينتفضون عليها من خلال الترويج عبر الإعلام المشبوه والمدفوع الأجر والمنظمات الأهلية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية أن المقwaمة هي السبب في الوضع الذي وصل إليه لبنان، وبذلك هم يعلنون صراحة أن على لبنان والشعب اللبناني أن يذعن للإملاءات الأمريكية، ولا يسعى لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، والرضا بتوطين الفلسطينيين وإسقاط المقwaمة وعدم احتضانها، أو أن هذا الوطن وهذا الشعب سيعيش فقراً وجوعاً ويدخل في آتون جهنم التي أعدتها له الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة رأس حربة مشروعها حاكم مصرف لبنان وبالتعاون مع القوى السياسية المرتبطة بها.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وفي أجواء هذه المناسبة العظيمة نعلن ما يلي:
أولاً: يؤكد تجمع العلماء المسلمين مرة أخرى على أن الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقwaمة التي حققت تحرير الجنوب والنصر في تموز 2006 ودحر وإجهاض المشروع التكفيري، ما زالت الخيار الوحيد لحماية لبنان والدفاع عنه وفي هذا المجال يتوجه التجمع بالتحية للمقwaمة قيادة ومجاهدين والجيش قيادة وأفراداً والشعب اللبناني، ويدعو إلى استمرار التماسك حتى تحقيق النصر النهائي على المشروع الصهيوأميركي الذي يتربص الشر بلبنان وشعبه.
ثانياً: يدعو تجمع العلماء المسلمين للإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وعدم انتظار المبادرات الخارجية التي لن تفيد فيما لو لم يكن هناك توافق داخلي لا يحصل إلا من خلال الحوار الايجابي بين الأفرقاء لإيصال رئيس يكرس الانجازات التي حققتها المقwaمة والجيش اللبناني بدعم من الشعب، ولتنتظم أعمال المؤسسات الدستورية لما فيه صالح وخير اللبنانيين.
ثالثاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن المعركة الديبلوماسية التي يخوضها لبنان في مجلس الأمن الدولي حول التجديد لقوات اليونيفل يجب أن تؤتي ثمارها وأن أي تعديل في مهام هذه القوات يؤدي إلى اصطدام مع الأهالي أو المقwaمة هو انحياز لصالح العدو الصهيوني لن يمر، ونحن وإن كنا نحرص على بقاء هذه القوات كشاهد على انتهاكات العدو الصهيوني إلا أننا لن نقبل أن تتحول أداة بيد هذا العدو وعيناً له ترصد حركة قواتنا المسلحة على اختلاف مهامها.
رابعاً: يعتبر تجمع العلماء المسلمين أن قيام رئيس وزراء العدو الصهيوني بالتهديد باغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري هو تهديد أجوف لن يثني هذه الحركة عن القيام بدورها في المقwaمة، وليعلم العدو أنه إن ارتكب هكذا حماقة فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى حرب شاملة ستكون إيذاناً بزوال الكيان الصهيوني المؤقت من الوجود.