رعى مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي الاحتفال الديني الكبير بمناسبة المولد النبوي الشريف أقيم في قاعة الدار البيضاء في خربة روحا في قضاء راشيا.
حضر الاحتفال النائب حسن مراد، النائب ياسين ياسين، نواف التقي ممثلا عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور، محمد الكردي ممثلا النائب قبلان قبلان، الوزيران السابقان جمال الجراح ومحمد رحال، النائب السابق فيصل الداود، رئيس اتحاد بلديات قلعة الإستقلال ياسر خليل، القضاة الشرعيون عبد الرحمن شرقية، طالب جمعة، خالد عبد الفتاح ، ومحمد وحيد القادري، عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى المحامي محمد العجمي، قائمقام راشيا نبيل المصري، قائمقام البقاع الغربي وسام نسبيه، عضو المجلس المذهبي الدرزي السابق الشيخ أسعد سرحال، الاب ابراهيم سعد، رئيس دائرة أوقاف راشيا الشيخ حسين احمد، مدير مكتب مفتي راشيا الشيخ يوسف الرفيع، نائب امين عام حركة النضال طارق الداود، مسؤول الحزب الديمقراطي في راشيا جمال البرقشي وفاعليات.
استهل الاحتفال بآيات من الذكر الحكيم للقارىء الحافظ الجامع الشيخ محمد علي، ثم كلمة ترحيب للشيخ حيدر الثريا، ثم انشاد من وحي المناسبة لفرقة نغم الشرق بقيادة عبد الرحمن الساسة.
وألقى حجازي كلمة قال فيها: “من هنا نحن نحتفل اليوم برسول الله رغم كل الجراح والنكبات التي تصيب الأمة إذ إن التعلق بغير الله والسير على غير منهج رسول الله لا يمكن أن ينتج حرية ولا يعطي حقوقا ولا يثبت واجبات ولذلك ما يجري في محيطنا العربي من مجازر وجرائم ترتكب من العدو الصهيويني كلها تؤكد على اهمية الوحدة فيما بين أبناء الامة لأن التخلي عن ثوابت الإسلام هو الذي مكن ذلك العدو من رقاب الأمة وبذلك تحولت الامة من قيادة الركب إلى متعلق بضفافه وتأكد للقاصي والداني وبكل وضوح أن المحاور الخارجية لم تنتج لنا سوى الخراب والدمار وتخلت عن كل ما كانت تطلقه في الفضاء وسقط في براثنها البعض ولم يتعلم من التاريخ القديم والمعاصر لذلك لا يصلح لنا إلا أن نكون واحدا فعلا وقولا ظاهرا وباطنا فلا مجال للفرقة ولا وجود للشرذمة ولا قيمة للنزاع لأنه تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تتكسرت آحادا”.
أضاف: “نلتقي اليوم ونحن نعيش في عالم مضطرب، وسياسات متناوئة ،وخيارات متنائية، لا يمكن أن تحقق للأمة مجدها ، ولا للقضية مرادها ، إلا بالوحدة الحقيقية فيما بيننا لأن الله أمرنا بذلك، ولأنه لم يتحقق للامة نصرها إلا عندما اجتمعت كلمتها فهل يمكن الوثوق بمن يرومها سوءا أن ينصر قضيتها ، هل يمكن الاعتماد على من تآمر على كبارها قتلا ، هل يمكن الوثوق بمن دمر وقتل واغتصب وشرد الملايين دفاعا عن نظام الإجرام في سورية أن ينصر فلسطين ،واهم من ظن يوما ان للثلعب دينا ، ومن هنا يأتي قوله تعالى ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين، نحن بحاجة لتصحيح المسار وتصويب البوصلة نحو الهدف فهذه الأمة مرت بمنعطفات شديدة الوطأ لكنها لم تمت ومن هنا نذكر القائد العظيم عمر بن الخطاب الذي أرسل أبا عبيدة بن الجراح لفتح فلسطين كما نذكر صلاح الدين الأيوبي القائد الذي حررها كذلك وهما اللذان مرا بجنودهما من هنا لفلسطين لكنهما لم يمرا والخلاف ينخر خباب الأمة بل مرَّا من هنا تحت عنوان إن هذه امتكم أمة واحدة”.
وتابع: “نحن بحاجة إلى عودة صادقة إلى الجادة الصحيحة حتى تتحقق لنا نبوءة المختار محمد عليه الصلاة والسلام ولا يمكن لمن فتك بدم الأبرياء في سورية كما في لبنان ومن وثق به أن ينصر فلسطين لذلك القضية قضية ثوابت لا قضية شعارات ونحن أصحاب ثوابت ولذلك تمرض الامة لكنها لا تموت ،وما يجري في غزة خير برهان فقد تكالبت الامم عليها وتركت وحيدة وهي مرحلة من مراحل الصراع الذي لم ينته بعد لأنها قضية حق ولأن أفضل الرباط رباط عسقلان وقد قال النبي محمد لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”.
وقال: “إننا في هذا الوطن الحبيب لبنان والعدو يعربد في سمائه ويعتدي على كل شيء فيه بحاجة إلى أن تتحد الجهود وخاصة بين السلطات الثلاث فلا يقبل أن تكون خلافاتهم بابا لدخول من لا يزال يحلم بتغليب منطق الدويلة على الدولة إننا نطالب الرؤساء بتغليب الحكمة والعقل على الفرقة والأنانية وتنفيذ الدستور وخطاب القسم والبيان الوزاري بحذافيره دون أجندات تحت الطاولة حتى نعيد الوطن إلى الجادة فتأخذ الدولة دورها الحقيقي ولا يكون فيها إلا منطق الدولة وسيف الدولة القائم على العدل لا على المحاصصة ، والتوازن الطائفي لا على الإلغاء والتغيير الديموغرافي في الوظائف ، على السلطة أن تهتم بالشباب في الوطن حتى لا يتم تهجيرهم خارج الوطن نريد علاقات ندية مع الدول العربية والصديقة بحيث لا نسمح لأحد أن يتدخل في الشأن اللبناني الداخلي ولا نتدخل في شأن الدول الأخرى ونعتقد تمام الاعتقاد أن سورية إن كانت بخير فنحن بخير ونحن نؤمن بوحدتها أرضا وقرارا وشعبا ولا نسمح لأحد أن يتدخل في شأنها الداخلي كما نطالب بإطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين فورا من السجون ومعرفة المعتقلين اللبنانيين في سجون النظام المجرم البائد ومن ظن أن بالإمكان أن تعود الساعة للوراء في سورية بعودة نظام الإجرام فهو واهم ولذلك فلتسقط كل الاحلاف ولتذهب كل الأحلام لأنه لا قيمة ليد صافحت مجرما ، ولا لشخصية وادعت قاتلا، ولا كرامة لإنسان كرم من فتك بدم السوريين” .
وختم: “نعم إننا في هذا الوطن نستشعر خطرا كبيرا محدقا به والعدو لا ينتظر منا إيجاد مبرر لاعتدائه لكننا بدلا من أن نوصد السبل أمامه إذ بنا نمهد له بفرقتنا ومحاولات التهديد بالفتنة الدخلية والحرب الأهلية من جديد. إننا نشجب التطاول على دولة رئيس الحكومة اللبنانية ونطالب باتخاذ أقسى العقوبات الرادعة بحق كل من تسبب بالخروج على مقرارت الحكومة اللبنانية بل نقول أكثر من ذلك لقد وقف العالم مستهجنا مواقف بعض رجالات السلطة في مؤامرتهم على الدستور وهم الذين أقسموا عليه ولعلي بهم يقولون ما تحت الطاولة من تحالفات ربما هي مقدمة على دستور الوطن وهذا مرفوض جملة وتفصيلا فهل نحن في مرحلة لإعادة صوغ تحالفات على حساب وحدة الوطن واتفاق الطائف. وإننا على مشارف انتخابات نيابية وسيكون لنا موقف واضح لإنصاف منطقتنا وقضائنا وبقاعنا الأشم لانه ليس مقبولا أن يكون على طرف الوطن بل هو قلبه وقالبه وحصنه وحضنه وأساسه وعنوان استقلاله”.