ماذا بعد؟ هل سينتصر أهل غزة؟
بقلم فاطمه بشير اللبابيدي
منذ سنوات، وغزة تقف على خط النار، وحدها تقريباً. تحاصر، تقصف، وتجوع، ولكنها لا تنكسر. يسأل كثيرون: ماذا بعد كل هذا؟ هل سينتصر أهل غزة؟ والإجابة على هذا السؤال ليست فقط في ميدان المعركة، بل في ميدان الوعي والضمير والإنسانية.
غزة لا تبحث عن نصر عسكري فقط
الحديث عن “النصر” يجب ألا يُختزل في المعنى العسكري فقط. فأهل غزة انتصروا منذ أن قرروا الصمود، منذ أن فضّلوا الكرامة على الذل، ومنذ أن دفعوا ثمناً باهظاً لحريتهم وهم يعلمون أن الطريق محفوف بالدم والدموع.
البيت الذي يُقصف ويُبنى من جديد، الطفل الذي يفقد أهله ولا يزال يبتسم، الأم التي تزف ابنها شهيداً وتقول “الحمد لله”… كل ذلك ليس إلا دلائل على أن غزة انتصرت في معركة الإرادة.
العدو يملك الطائرات… وغزة تملك المعنى
يمتلك العدو أحدث الأسلحة، لكنه يفتقد الحق. أما غزة، فتمتلك القليل من السلاح، لكنها تملك الأرض، والقضية، والحق، والدعاء، واليقين. والتاريخ يعلّمنا أن صاحب الحق لا يُهزم مهما طال الزمن.
هل سينتصر أهل غزة؟
نعم، سينتصرون… لأن:
كل احتلال إلى زوال، وإن طال.
الحق لا يموت، وإن غُيِّب.
الشعوب لا تنسى، وإن صمتت مؤقتاً.
الله لا يخذل من يقاتل في سبيله، ويدافع عن المظلوم.
ماذا بعد النصر؟
بعد النصر، ستكون مسؤولية إعادة البناء، ليس فقط للبنية التحتية، بل للإنسان. يجب أن تُداوى الجراح، وتُرمم الأرواح، ويعود لأهل غزة حقهم في الحياة الكريمة، والتعليم، والفرح، بلا قصف أو خوف.
سيكون علينا، كأمة، أن نتعلم من صمود غزة، وأن نحاسب أنفسنا على تقصيرنا، وأن نُعيد البوصلة إلى حيث يجب أن تكون: نحو كرامة الإنسان، وعدالة القضية.
خاتمة
سينتصر أهل غزة، ليس لأنهم أقوى عسكرياً، بل لأنهم أقوى إيماناً، وأصدق قضية، وأعمق جذوراً في الأرض. أما نحن، فعلينا أن نسأل أنفسنا: ماذا فعلنا لنكون شركاء في هذا النصر؟ وإن لم نكن سيوفاً في يد غزة، فليكن لنا شرف الكلمة، والدعاء، والموقف.