وقفة تضامنية لمنظمة الشباب التقدّمي مع الشعب الفلسطيني أمام مركز الأمم المتحدة في وسط بيروت
أقامت منظمة الشباب التقدّمي وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني أمام مركز الأمم المتحدة في وسط بيروت، بمشاركة الوزير السابق غازي العريضي وأعضاء من قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي و”الشباب التقدمي”.
بداية، اعتبرَ الامين العام لمنظمة الشباب التقدمي عجاج أبي رافع أنَّ :ما حصل اليوم في فلسطين يدلّ على إرادة الشعب الفلسطيني بالحياة والعيش الكريم على أرضه”، مؤكداً أنَّ “التطبيع جريمة بحقّ الإنسانية وأنَّ لدى الشعب الفلسطيني الحقّ بالمقاومة في كافة الطرق”.
العريضي
وكانت كلمة للعريضي، قالَ فيها: “يا شبيبة المعلّم كمال جنبلاط، الذي زرعَ في أرواحنا وعقولنا، والذي قادنا في مسيرته الوطنية الكبرى حتى استشهاده، فكان قائداً وطنياً لبنانياً عربياً فلسطينياً وسقط شهيداً دفاعاً عن فلسطين وشعبها وعن حقه في إقامة دولته المستقلّة على أرضه، ويا رفاق الزعيم الوطني وليد جنبلاط الذي حمل الأمانة وكان اليوم السبّاق في افتتاح تلك الصباحية الجميلة، التي نقول لأصحابها الأبطال المقاومين المجاهدين أسعدتم صباحنا وأيامنا وأوقاتنا أسعد الله كلّ أيامكم في كلّ مكان وزمان”.
وتابع: “منذ الاحتلال وبدء مسيرة الإرهاب، منذ عصابات بن غوريون وحتى الأمس، الاحتلال والارهاب والاغتصاب والمجازر الجماعية بحقّ الشعب الفلسطيني. خمسون عاماً مضت على ما يسمى يوم غفران، والاحتفال بهذا اليوم منذ غولدا مائير وموشيه دايان وزير الحرب الاسرائيلي، ثم بن شمير وشارون وبيغين إلى بن عفير اليوم، وإلى نتنياهو قائد عصابات الإرهاب، بقي القتل مستمراً، والذبح مستمرا، والاستيطان والتوسع وممارسات بشعة ضدّ كل الأعراف والقوانين والشرائع الدولية في وجه الشعب الفلسطيني، لكن هذا هو الشعب الفلسطيني في كل محطة يثبت أن ارادته لا تكسر وأنَّ قراره هو الصمود والتصدي ومواجهة الارهاب بكلّ الأشكال وبما أتيح له من إمكانات”.
وأضاف: “تتحدث اسرائيل بعنجهية أنها دولة تمتلك جيشاً وترسانةً عسكرية قوية مدعومة بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية إلى آخر دول الغرب المدافع عنها والمتبني لها لتبقى دولة متفوقة استراتيجية في المنطقة، تدّعي أنها تمتلك كل الإمكانات. أيها الأخوة، أيها الأبطال في فلسطين، أنتم أعطيتم جواباً واضحاً اليوم، يا رجال فلسطين الأشاوس، دبابات الميركافا تحترق على الأرض في الداخل المحتل، وهذا الجيش يهرّب الطائرات التي يرعب ويرهب بها الناس في كلّ مكان ويستقوي بها على الآخرين وهو في صدمة منذ 50 عاماً، ويجب أن تقرأوا وتتابعوا ما يكتب عن غولدا مائير في بداية حرب الـ1973 الصدمة والخيبة من تجاوز خط بارليف، واليوم بعد 50 عاماً من كل ما جرى يتجاوز الفلسطيني كل الخطوط الحمراء التي رسمتها اسرائيل، هذا المقاوم الفلسطيني فاجأ الإسرائيليين وهزّ كيانهم، أسقط أسطورتهم، فضح جيشهم وكشف مخابراتهم”.
وقال: “اسرائيل في ذهول ويأس وقلق وضياع وخوف، دون مبالغة، شاشات العالم كلها تنقل هذه الصورة، وهذا الواقع”، موجهاً تحية إلى أبطال فلسطين، وإلى الرجال المقاومين، قائلاً “شكراً لكم، وأخص بالتحية هذا البطل الكبير محمد الضيف لأقول له بعد أن قالت عنه اسرائيل في العام 2021 هذا رجل بـ 9 أرواح وليس 7، لأننا حاولنا قتله عدّة مرات ولم يمت”.
وأضاف: “محمد الضيف كلنا نأتي إلى الحياة ضيوف زمان، إنما أنت ضيف زمان وستكون ضيف كلّ زمان، لكنك في كل زمان ومكان مقيم في قلوبنا تماماً مثل مكل المجاهدين المناضلين الذين اخترقوا كل التحصينات وكل الحدود وكسروا كل الإرادة الاسرائيلية وفعلوا ما فعلوه اليوم، لأن اسرائيل خصوصاً في عصر نتنياهو، ذهبت تستقوي على الفلسطيني وتريد تصفية القضية الفلسطينية، إذ إنَّ الفلسطيني بالنسبة إلى اسرائيل وكما أقول دائماً بالنسبة لإسرائيل الفلسطيني المقبول هو الفلسطيني المقتول، ولذلك لا خيار أمامهم إلاّ الجهاد والمقاومة وأن يمسكوا بقضيتهم ويرفعوا سلاحهم دفاعاً عن أرضهم ونفسهم وكرامتهم وحقهم”.
واردف: “لم يتركوا مجالاً للفلسطيني، لم يتركوا مكاناً لحلّ على طاولة لإعطاء هذا الشعب حقه، لذلك من حقه أن يقاوم وأن ينتفض وأن يستخدم كلّ الوسائل والأساليب. هذا ما فعله الفلسطيني اليوم بكل قوة”، مضيفاً ” يقول كثيرون لكن سيأتي الرد الاسرائيلي ويقصف كما فعل وسقط مئات الشهداء، إنما عندما نقول أنَّ الفلسطيني المقبول هو الفلسطيني المقتول يعني مصير الفلسطيني معروف، وبالتالي في عام 2021 وفي كل الحملات الإرهابية ضد غزة والضفة وما شابه، كان دائمًا يسقط عشرات ومئات الشهداء، وهؤلاء أبطال، أبناؤنا وأباؤنا وإخواننا وأمهاتنا وشبابنا، دمهم غالي، ولكن هذا هو القدر يجب أن ننظر إلى ما فعله رجال المقاومة انتقاماً لهؤلاء ودفاعاً عن حقهم”.
ولفتَ إلى “الرعب في اسرائيل”، وقال: “حذارِ أن يتسلّل إلى نفوسنا وإلى عقولنا اليأس مهما كان الثمن، أياً تكن النتائج، إذ إنَّ هذه العملية البطولية حققت انتصاراً كبيراً للشعب الفلسطيني وستكون له تداعياته على مستوى المنطقة ككل، الذين يذهبون الى اسرائيل ويطبّعون دون ثمن، يتحدثون عن حياة أفضل للفلسطينيين، وكأن مشكلة الفلسطينيين في الداخل ان نوفر لهم المياه والكهرباء، إنما لا، القضية الفلسطينية هي قضية القدس، قضية المسجد الأقصى، الكنائس، الشعب الفلسطيني، التاريخ، الحق والانسانية والكرامة والأخلاق وحقوق الإنسان”، مضيفاً “للأسف نتنياهو نجح في العملية الإنقلابية على المبادرة العربية بمساعدة أصحاب هذه المبادرة، والتي أُقرت هنا في بيروت، وتقول بانسحاب إلى حدود الـ67 وعلاقات طبيعية مع العرب، لكنهم ذهبوا إلى علاقات طبيعية مع اسرائيل ليدمجوا المنطقة باسرائيل وليس لدمج اسرائيل بالمنطقة، دون دولة فلسطينية ولا حق للفلسطيني. لديكم كل الأسلحة وتتحدثون عن كل التكنولوجيا، لكن بواسطة طائرة شراعية ثبتت الإرادة الفلسطينية”.
وختمَ العريضي: “نحن في الحزب التقدمي الإشتراكي ومنظمة الشباب التقدمي التي أحيي مبادرتها، وأشكر كل الذين شاركوا وكل الذين يقفون وقفات تضامنية في أماكن أخرى، مؤمنون بأنَّ القضية الفلسطينية ليست قضية طرف أو فريق بل هي قضية عربية وتاريخية وانسانية، ولذلك مطلوب منا في كل مكان أن نقف وقفات تضامن مع كل الشعب الفلسطيني”، موجهاً “التحية للمناضلين والمقاتلين والمجاهدين والشهداء، إنَّ فلسطين منتصرة بإرادة هؤلاء”.