أخبار المركزالأخبار الإقليميةالبيانات الرسمية للمركزالساحة اللبنانية

عقد المجلس المركزي في تجمع العلماء المسلمين اجتماعه الأسبوعي وتدارس الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة وصدر عنه البيان التالي:

ندعو الله عز وجل أن يكون وقف إطلاق النار الأخير في مخيم عين الحلوة وقفاً نهائياً وأن تكون مبادرة دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري مع الفصائل الفلسطينية قد أثمرت اتفاقاً على معالجة الأسباب التي أدت إلى تجدد الاشتباكات والتي أهمها تسليم المطلوبين، الأمر الأخر والأهم هو انه لا تجوز معالجة المشاكل بين الفرقاء من خلال اللجوء إلى السلاح بل بالحوار، وإذا كان لا بد من ضغوط فلا يجوز أن تكون بالقتال الذي ينتهي في النهاية إلى العودة إلى طاولة المفاوضات وتكون الخسارة قد وقعت على المواطنين الأبرياء في أرواحهم وأموالهم وأرزاقهم ومساكنهم، إن الذي حصل في مخيم عين الحلوة وإن انطلق من حوادث قد تكون في ظاهرها فردية إلا أن القوى الشريرة المتربصة بالقضية الفلسطينية عملت على استغلالها لتحويلها إلى معركة عسكرية بخلفية سياسية تهدف إلى الإمساك بالقرار السياسي لا في المخيم فحسب بل أبعد من ذلك.
من جهة ثانية تبين أن زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لم تأتِ بالنتائج التي توقعها البعض منها، بل غادر ليتسرب عنه أنه قال “أن الأمور عادت إلى نقطة الصفر” ما يعني أن الأزمة الرئاسية ما زالت طويلة وأصبح الأمل معقود على الحوار الداخلي اللبناني حصراً، وهذا ما دعا إليه دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، فعلى الكتل النيابية على اختلافها والنواب المستقلين تلقف مبادرة الرئيس بري وإجراء حوار يقدم مصلحة لبنان واللبنانيين على المصالح الحزبية والفئوية، ذلك أن الشعب الذي أعطاهم الوكالة لينوبوا عنه لم يفوضهم أن يتركوا الأمور تذهب نحو حائط مسدود يتعرض معه مستقبل البلد ومصير اللبنانيين للخطر، فنحن أمام استحقاقات مصيرية على كل الجبهات، ولا يمكن مواجهتها إلا بانتظام أعمال المؤسسات الدستورية التي لن تكون إلا من خلال انتخاب رئيس للجمهورية الذي لن يكون وحده هو الحل بل هو على نحو أكيد مفتاح لكل حل.

إن المجلس المركزي لتجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماعه الدوري ودراسته للأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية يعلن ما يلي:

أولاً: يدعو تجمع العلماء المسلمين أفرقاء النزاع في مخيم عين الحلوة كافة للالتزام الصارم بوقف إطلاق النار والعمل فوراً على تسليم المطلوبين في عمليتي الاغتيال اللتان أدتا لاشتعال المعارك إلى السلطات اللبنانية للتحقيق معهم ونيلهم الجزاء العادل إن ثبتت التهمة عليهم والوصول إلى من يقف ورائهم أو إخلاء سبيلهم أن تبين براءتهم مما نُسب إليهم، وفي مطلق الأحوال لا يجوز اللجوء إلى السلاح في حل الخلافات داخل المخيم بل اعتماد الحوار وسيلة وحيدة للوصول إلى تفاهمات تحفظ أمن المخيم وسلامة سكانه وأمن محيطه.

ثانياً: يدعو تجمع العلماء المسلمين بعد إعلان فشل مهمة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان أو عدم قدرته على الوصول إلى جمع الفرقاء وتأجيل الأمر إلى مناسبة أخرى إلى عدم تعليق الأمر على التدخلات الخارجية والعودة إلى الحوار الداخلي كسبيل وحيد للتوصل إلى التفاهم على انتخاب رئيس للجمهورية تتوافر فيه المواصفات التي تشكل قواسم مشتركة بين جميع الفرقاء ويكون وجوده داعماً لوحدة لبنان وسيادته واستقلاله.

ثالثاً: يدعو تجمع العلماء المسلمين الحكومة اللبنانية لإنقاذ العام الدراسي من خلال تأمين المستلزمات الضرورية لإنجاحه إن على صعيد رواتب الأساتذة أو التجهيزات المدرسية ودعم المدرسة الرسمية والجامعة الوطنية كي تعود إلى سابق عهدها منافسة للمدارس والجامعات الخاصة، وهذا لن يكون إلا من خلال أن لا يشغل بال المدّرس أي عائق معيشي وأن لا يؤدي غلاء الأقساط وأسعار الكتب والقرطاسية إلى التسرب المدرسي وكل ذلك يجب أن يتأمن من خلال موازنة مستقلة تكفل نجاح العام الدراسي.

رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتهنئة للأسير الفلسطيني خليل عواودة بالإفراج عنه من سجن عوفر بعد أن أمضى 14 عاماً في سجون العدو الصهيوني وبعد إضرابٍ عن الطعام استمر لستة أشهر، وفي نفس الوقت يتوجه التجمع بالتحية للمواجهة البطولية لأهالي قرية العوجا شمال أريحا مع قوات الاحتلال الصهيوني والتي أدت إلى جرح عدد من المواطنين وانتهت بإنكفاء العدو الصهيوني، الأمر الذي يؤكد أن الضفة الغربية ستبقى في خط المواجهة مع العدو الصهيوني حتى التحرير الكامل لفلسطين والذي بات قريباً بإذن الله سبحانه وتعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *