الراعي ترأس قداسا في معاد بدعوة من جمعية “رسالة سلام” باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة
ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا في بيت الكاهن في معاد، بدعوة من جمعية “رسالة سلام”، وذلك لمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، عاونه فيه راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، المطران غي نجيم ولفيف من الكهنة والاباء، وحضره وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال هكتور حجار، النائب سليم الصايغ، ممثل النائب زياد الحواط مدير مكتبه جيرار ياغي، المدراء العامون جورج معراوي، اورور فغالي وروني لحود، قائمقام جبيل نتالي مرعي، ممثل اليونيسف edouard beigdeda، مدير مكتب النائب جبران باسيل غسان الخوري، رئيسة مركز الصليب الأحمر رندا كلاب، رئيسة الجمعية منال نعمة والاعضاء، منسق العلاقة بين “التيار الوطني الحر” والمرجعيات الروحية غابي جبرايل، رئيس جمعية “آنج” الاجتماعية المحامي اسكندر جبران وفاعليات.
عون
في بداية القداس القى عون كلمة رحب فيها بالراعي “في الابرشية التي احبها وخدم فيها لسنوات عدة يوم كان مطرانا”، سائلا الله “ان يساعده للخروج بلبنان من ازمته”. ونوه بما تقوم به الجمعية في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، داعيا المقتدرين الى “ضرورة مساعدتها للاستمرار برسالتها”.
العظة
وبعد الانجيل القى الراعي عظة قال فيها: “ان رحمة الله تتجلى في هذا المركز بكل مفاهيمها، والمحبة تتجسد في اعمال الرحمة بمفهومها الواسع، بالغفران والمساعدة وقبولنا الاخر والعيش معه بسلام. جميع الناس مدعوون لعيش الرحمة وبخاصة المسيحيين المؤمنين بالمسيح عليهم ان يكونوا اكثر واكثر جماعة الرحمة والمحبة لان هذه هي هويتنا ، فالعالم لا يستطيع ان يعيش من دون رحمة لا في العائلة ولا الدولة ولا في الوطن لان الرباط بين الناس اسمه الرحمة وعالمنا اليوم بحاجة الى الرحمة اكثر من اي يوم مضى”.
وتحدث عن انطلاق جمعية “رسالة وسلام” واهميتها في المجتمع اللبناني، موجها التحية لمؤسسها الوزير حجار ولمساعديه لما يقومون به من اعمال انسانية.
وذكر بأن “15 بالمئة من سكان العالم هم من اصحاب الاحتياجات الخاصة، و180 دولة وقعت شرعة حقوق هذه الاحياجات وهذه علامة جيدة في التقدم الانساني”.
وتوجه الى ذوي الاحتياجات الخاصة بالقول: “انتم تواصلون آلام جراح يسوع المسيح من اجل خلاص العالم، انتم بركة ونعمة الله في العالم، والحربة التي تصد النزاعات والحروب، وجميعنا مدعو لان يكون الى جانبكم، وعلى الدولة والمسؤولين فيها، واصحاب الامكانات ان يشعروا ان لكم حقوقا كغيركم من المواطنين، لا ان يشعروكم بأنهم يشفقون عليكم، فسلم التقدم في الدولة هو كيفية التعامل معكم”.
ودعا الى “الصلاة الى الله من اجل دولتنا ووطننا لكي يخرج من هذه الازمة التي نعيشها اليوم، بدءا بإنتخاب رئيس للجمهورية، وصولا الى المؤسسات الدستورية، لكي يتحمل لبنان مسؤولية نفسه، والمسؤولين والمؤسسات نفسها ايضا، كي لا يصبح كل الناس بإعاقة ما، اذ يكفينا اعاقة الفقر والحرمان والهجرة”.
وختم داعيا الجميع الى “التأمل من خلال هذه الذبيحة بسر المسيح الذي تألم ومات وصلب من اجل خلاصنا، ولكنه قام ليعطينا الحياة الجديدة، والصلاة من اجل اخوتنا حاملي آلامه بأجسادهم وارواحهم لكي يكون هو سلواهم ومخاطبا قلبهم من خلال كل المحبين في هذه الجمعية، ولكي يدركوا اهمية حياتهم ويتقبلوا واقعهم بالصلاة وروح الايمان، ونصلي ايضا الى الرب لكي يكافىء كل المحسنين الذين يساعدون الجمعية كي لا تنطفىء في قلب اي انسان شعلة الرحمة”.
نعمة
وفي ختام القداس القت نعمة كلمة اشارت فيها الى ان “الامم المتحدة اختارت 3 كانون الاول يوما عالميا للاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة حرصا منها على تكريم اصحاب الهمم، وهو حرص لا يقل ثباتا وتصميما يميز التزامنا بالرسالة التي ارتضيناها لانفسنا في “رسالة سلام” وذلك في سبيل خدمة هؤلاء الاشخاص وتأهيلهم وتدريبهم وتأمين فرص عمل ومسكن لهم طيلة ايام السنة”. وقالت: “انها شريحة من المجتمع لا تزال في بلدنا مهمشة ومحرومة من ابسط حقوقها الحياتية، الاجتماعية، التربوية والمهنية بالرغم من انها فئة لو عرف مجتمعنا قيمتها لاغتنى وانتعش وعاش”.
حجار
وبعد عرض فيلم وثائقي عن اعمال الجمعية، القى حجار كلمة اكد فيها ان “رسالة سلام هي مسيرة محبة بدأت منذ 25 عاما عملت خلالها على تنمية القدرات والمهارات معتمدة الخدمة والعطاء للاشخاص الاكثر حاجة في مجتمعنا ووطننا لبنان، وهي فسحة من فسحات الامل، وما احوجنا اليه لنمنح قوة لمن يحتاجون اليها لمواجهة ظروف الزمان. هي الرسالة التي لم نبنها على الغنى المادي بل على الغنى الانساني والروحي والاجتماعي”.
أضاف: “رسالة سلام لا تملك المباني لكنها علت بنيانا ولا تملك الحجر بل يتملكها بناء البشر وكل همها كان توفير الامكنة التي تحترم كرامة الانسان خصوصا اولئك الذين لم يتبق لهم سوى الله ولطفاء القلوب من اخوتهم في الانسانية. مستهلمين هذه الكرامة الانسانية، دأبنا على اعادة احياء مبان كانت موجودة، فرممناها واعطيناها الطابع والرونق الذي يسمح للانسان العيش بكرامة، هذا ما قمنا به في مركز بكفيا حيث طورنا المبنى والمشاغل والمكان بشكل يلائم ويعطي نوعية عيش للشبيبة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا ما عملنا عليه من تاريخ توقيع العقد لاستلام هذا المركز في 3 كانون الثاني 2020، وبالرغم من كل الصعوبات التي واجهتنا على الصعيد الصحي والامني والاقتصادي فتأقلمنا بشكل يسمح لنا بخدمة بلدنا فوضعنا المركز بتصرف الدولة للحجر الصحي خلال جائحة كورونا وخدمنا 500 مصاب مجانا بمساعدة ودعم عدد كبير من المؤسمات المحلية والدولية ثم جهزناه ليصبح مكان اقامة دائمة للاشخاص البالغين من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقفنا بوجه الرياح ورفضنا الاستسلام ايمانا منا ان شبيبتنا وبلدنا بحاجة الينا في هذه الظروف اكثر من اي وقت مضى وايمانا منا بان الله سيضع يده بيدنا لنستمر في هذه المسيرة”.
وتابع: “عينت وزيرا وابعدتني الشؤون الاجتماعية الداهمة في الجسد لكن الروح والارادة بقيتا ملتصقتين بعائلة رسالة سلام وحملت معي وما زلت ذكرى الاب امبروسيوس الحاج الراهب اللبناني الماروني الذي كرس حياته لخدمة الشبيبة ولارشادهم فتحول الى قدوة في حياته وملهم بعد مماته . هذا الراهب المؤسس لمعهد طريق المحبة للتنشئة والتعليم المسيحي والذي عاش على بساطة الايمان وعمق المحبة فغاب عنا منذ تسع عشرة سنة ليبقى حاضرا في كل مبادرة نقوم بها من اجل انسانية الانسان”.
وقال: “نستظل بركة غبطة ابينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لنجدد التزامنا الدائم في خدمة الله من خلال خدمة الانسان مستذكرين ما قاله القديس بطرس من ان المحبة تتأنى وترفق، المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر، ولا تنتفخ”.
وختم حجار: “كل عام ورسالة سلام بخير من اجل السلام والمحبة التي نحتفل بقدومهما في هذه الاعياد حتى نتبارك بولادة المخلص وبولادة متجددة للبناننا الحبيب”.
درع
وتسلم الراعي درعا تقديرية من الجمعية، ثم قص شريط الافتتاح لمعرض الميلاد من نتاج شبيبة الجمعية وكانت جولة في ارجائه.