رأى الباحث في معهد أبحاث الأمن القومي في كيان العدو العقيد في الاحتياط إلداد شافيت أن “زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لـ”إسرائيل” وظهوره الدراماتيكي في قاعة “الكنيست” حُفر كحادث استثنائي”، مضيفًا “يبدو أنّ “إسرائيل”، التي حرصت لسنوات على إظهار “استقلال” سياسي وأمني، تصوّر نفسها اليوم أكثر فأكثر كـ”دولة” رعاية أميركيّة”، على حدّ تعبيره.
وفي مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، قال شافيت إن “المراسم، التصريحات والتصفيق الحار في “الكنيست” خلقوا مظهر احترام وتقدير، لكن من خلفها لُمس واقع مغاير لدلالة سياسية تجاه واشنطن. صهر ترامب، جيرالد كوشنير، أعرب عن ذلك صراحة عندما قال إنّ الرئيس شعر أنّ “السلوك “الإسرائيلي” يخرج عن السيطرة وأنّ الوقت حان لمنعها من العمل بخلاف مصالحها”، وتابع “في الواقع لا يوجد هنا تجديد تام. العلاقات الخاصّة بين “إسرائيل” والولايات المتّحدة هي محور السياسة الخارجيّة “الإسرائيليّة” منذ عقود. المساعدة الأمنيّة، الدعم الدبلوماسي والرعاية الأميركيّة في الساحة الدولية هي مكوّنات حيويّة في أمن ومنعة “إسرائيل”. إلا أنّ العلاقات المتبادلة في الأشهر الأخيرة تبثّ شيئًا مختلفًا، ليس فقط شراكة إستراتيجيّة، بل تراتبيّة”.
شافيت أشار إلى أنّ “الحكومة “الإسرائيليّة” حرصت على التماشي بشكل تامّ تقريبًا مع طلبات ترامب عزّزت الشعور بأنّ الأمر يتعلّق بعلاقات اعتماد أعمق ممّا كانت في الماضي”، مردفًا “عندما يلقي رئيس أجنبي خطابًا في “الكنيست” ويضع لائحة توقّعات بما يشبه “شروط صداقة”، وعندما يكون الرد المحلّي هو طأطأة رأس والامتنان بدل الحديث “السيادي” والنقدي كما كان يحصل مع الحكومات في الماضي، يتشكّل أسلوب قد يمس بالاستقلالية السياسية لـ”إسرائيل””، وفق رأيه.
كما لفت الى أن “”إسرائيل”: تجد نفسها مقيّدة أكثر من أيّ وقت مضى بمصالح أميركيّة، أحيانًا حتّى بخلاف نظرتها الأمنيّة أو السياسيّة. الانفعال حول خطاب ترامب، التصفيق والاحتفال الإعلامي حول “الاحترام الكبير لـ”إسرائيل”، يخفون مشاعر أعمق من الارتباك، كما لو أنّنا لم نعد “أسياد” مصيرنا”.
الكاتب الصهيوني ختم: “طالما أنّ “إسرائيل” ترى نفسها “دولة” سيادية، عليها أنّ توضح مجددًا أين هي الحدود بين تحالف جريء وبين الانصياع. علاقات التقارب مع الولايات المتحدة هي أصل إستراتيجي لا بديل له، لكن بالتأكيد لأجل ذلك مطلوب مراقبة دائمة للتوازن بين الامتنان وبين التنازل عن استقلاليّة الرأي. زيارة ترامب كانت تذكرة بأنّ هذا الخط يتلاشى شيئًا فشيئًا. إذا لم ترسمه “إسرائيل” مجددًا، قد تجد نفسها أمام سابقة إشكاليّة: الإدارات الأميركيّة المستقبليّة، من طرفي السياسة الداخليّة، قد ترى في الاعتماد “الإسرائيلي” الحالي نموذجًا مريحًا لإدارة العلاقات”.