أعلن الإمام السيد علي الخامنئي أن الولايات المتحدة الأميركية “تعدّ شريكاً رئيسياً بلا شك في جرائم الكيان الصهيوني بغزة”، قائلاً إن واشنطن هي “الإرهاب بحد ذاته والتجسيد الحقيقي له”.
وخلال استقباله صباح اليوم الاثنين مجموعة من أبطال الرياضة الإيرانية والفائزين بالميداليات في الأولمبيادات العلمية العالمية، قال الامام الخامنئي تعليقاً مزاعم ترامب حول تدمير الصناعة النووية للبلاد، “حسناً، استمر في أحلامك!”.
وفي السياق، تساءل السيد الخامنئي “ما دخل أمريكا في مسألة امتلاك إيران للمنشآت النووية والصناعة النووية؟”، مضيفاً “هذه التدخلات غير لائقة وخاطئة ومتغطرسة”.
كذلك، أشار الإمام إلى “هراء الرئيس الأمريكي الأخير بشأن المنطقة وإيران العزيزة”، قائلاً “بزيارته إلى فلسطين المحتلة ونطقه ببضع كلمات جوفاء مصحوبة بألفاظ نابية، حاول الرئيس الأمريكي بث الأمل في نفوس الصهاينة المحبطين ورفع معنوياتهم”.
وأكد السيد أن “الضربة الساحقة التي وجهتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للكيان الصهيوني في حرب الـ 12 يومًا سببت يأسهم”، مضيفًا “لم يتوقع الصهاينة أن يتمكن الصاروخ الإيراني من اختراق مراكزهم الحساسة والمهمة بلهيبه ونيرانه وتدميرها وتحويلها إلى رماد”.
ورد الامام على ادعاء ترامب بأن بلاده “تحارب الإرهاب”، مؤكداً أنه “مثال آخر على أكاذيبه”، موضحاً “لقد استشهد أكثر من 20 ألف طفل ورضيع في حرب غزة.
هل كانوا إرهابيين؟ الإرهابي هو أمريكا، التي صنعت “داعش” وأوصلتها إلى قلب المنطقة”.
كما وصف السيد مقتل نحو 70 ألف شخص في حرب غزة واستشهاد أكثر من ألف إيراني في حرب الـ 12 يومًا “دليلًا واضحًا على الطبيعة الإرهابية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني”، مشيراً إلى أنه “بالإضافة إلى القتل العشوائي للناس، اغتالوا علماءنا مثل طهرانجي وعباسي وتفاخروا بهذه الجريمة، لكن عليهم أن يعلموا أنهم لا يستطيعون اغتيال العلم”.
وفي إشارة إلى المظاهرات التي شارك فيها سبعة ملايين ضد ترامب في مختلف أنحاء الولايات والمدن الأمريكية، قال الإمام السيد علي الخامنئي “إذا كنتم قادرين جدًا، فبدلاً من نشر الأكاذيب والتدخل في شؤون الدول الأخرى واتخاذ إجراءات مثل بناء القواعد العسكرية فيها، هدئوا هؤلاء الملايين من الناس وأعيدوهم إلى منازلهم”.
ووصف ادعاء ترامب بدعم الشعب الإيراني بأنه كذب، متابعاً “العقوبات الأمريكية الثانوية، التي تدعمها دول كثيرة أيضاً بدافع الخوف، موجهة ضد الأمة الإيرانية، لذا فأنتم أعداء الأمة الإيرانية، لا أصدقاءها”.
وفي إشارة إلى تصريح ترامب حول استعداده للصفقة، قال السيد “يقول إنه صانع صفقات، بينما إذا كانت الصفقة مصحوبة بالإكراه وكانت نتيجتها معروفة مسبقًا، فهي ليست صفقة، بل فرض وإكراه”، معلناً أن ايران “لن ترضخ”.
إلى ذلك، وفي إشارة إلى تصريح ترامب الآخر بشأن وجود الموت والحرب في منطقة غرب آسيا، أو ما يسمونه الشرق الأوسط، قال السيد خامنئي “أنتم من يبدأ الحروب.
أمريكا مُحرِّضة على الحرب، وإلا، فما الهدف من كل هذه القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة؟ ماذا تفعلون هنا؟ ما شأنكم بهذه المنطقة؟ المنطقة ملكٌ لشعوب المنطقة نفسها، والحرب والموت فيها سببهما الوجود الأمريكي”.
وأكد أن إيران “لم تشترِ أو تستأجر الصواريخ من أي مكان، بل كانت مصنوعة يدويًا وتشكل هوية للشباب الإيراني”، قائلاً “عندما ينزل الشباب الإيراني إلى الميدان ويوفر البنية التحتية العلمية بجهد، فإنهم قادرون على إنجاز مثل هذه الأعمال العظيمة”، لافتاً إلى أن “قواتنا المسلحة وصناعاتنا العسكرية كانت جاهزة لهذه الصواريخ واستخدمتها ولا تزال تمتلكها، وإذا لزم الأمر، فسوف تستخدمها في وقت آخر”.
هذا وتطرّق الإمام إلى تاريخ إيران في الحرب المفروضة (ثماني سنوات)، مشيراً إلى أن “الشباب كانوا السبّاقين في ابتكار الاستراتيجيات العسكرية، وهو ما مكّن إيران من التفوق على العدو رغم الإمكانات المحدودة”، قائلاً “اليوم، شبابنا في المراكز البحثية يتصدرون العالم في مجالات نانو، والليزر، والبرنامج النووي، والصناعات العسكرية، والأبحاث الطبية المهمة”.
وشدّد سماحته على أن “الإنجازات العلمية والرياضية للشباب ليست مجرد ميداليات أو جوائز، بل تمثل قوة الأمة وقدرتها على مواجهة التحديات، وهي رسالة قوية للأعداء”، لافتاً إلى أنه “في كل ميدان، سواء الحرب المادية أو العلمية، شباب إيران هم الطليعة الذين يحققون الانتصارات”.
وأشار السيد إلى محاولات العدو لعرقلة التقدم العلمي الإيراني المتنوع، قائلاً “إنّ من يُريدون الشرّ للشعب الإيراني يُحاولون أيضًا تغييبَ انجازات البلاد من خلال “إنكار أو تجاهل بعض النجاحات”، و”خلط الحقائق بالأكاذيب”، و”تضخيم بعض العيوب”، و”الدعاية المُوجّهة”، متوجهاً للشباب بالقول “لكنكم، بوقوفكم على قمم الرياضة والعلم، أظهرتم للجميع إشراقةَ البلاد”.
وأكد “أهمية جهود الشباب في تكريس مواهبهم لخدمة الأمة الإيرانية”، مشيراً إلى انه “قد يرغب البعض في العيش في بلد آخر، لكن على هؤلاء أن يدركوا أنهم مهما تقدموا في البلدان الأخرى، فهم غرباء؛ بينما إيران لكم ولجيلكم وهي أرضكم ووطنكم”.