الساحة اللبنانية

من المدينة الرياضية… أجيال السيد الشهيد تكتب أضخم مشهد عزّ وإيمان في تاريخ لبنان

بقلم الإعلامي علي أحمد مدير موقع صدى فور برس

هؤلاء الذين ملأوا مدرّجات المدينة الرياضية في بيروت حتى آخر مقعد، هم أجيال وأشبال وتربية سماحة السيد الشهيد الأقدس حسن نصرالله؛
جيلٌ تربّى على الوعي، والإيمان، والانضباط، والنقاء، فكانوا الصورة الأصدق لمدرسةٍ صنعت الرجال وصاغت الأجيال على قيم الكرامة والعزّة والمقاومة.

إنه تجمّع كشفي استثنائي تجاوز الستين ألف كشفي من كشافة الإمام المهدي (عج)، في أضخم مشهد من نوعه في تاريخ لبنان، مشهدٍ يكبّر القلب، ويملأ الروح طمأنينةً وفخراً، ويُعيد إلى اللبنانيين ثقتهم بأن المستقبل لا يزال بخير.
مشهدٌ لا يمكن النظر إليه إلا كرسالة إيمانية ووطنية في آنٍ واحد، موجهة إلى الداخل والخارج معاً:
أنّ لبنان ينهض من بين الأزمات بالإرادة، لا باليأس… وبالإيمان، لا بالانقسام.

المشاهد التي شهدناها في المدينة الرياضية تزيدنا شكراً لله على عظيم نِعمه، فهذا من فضله وحده.
هو مشهد العزّ والثبات، الذي يؤكد أن هذا الشعب باقٍ على العهد، لا ينكسر أمام الحصار، ولا يتراجع أمام الضغوط، لأنّ قوّته في أجياله، وإرادته في أشباله.

ولمن يحاول التقليل من هذا الإنجاز نقول:

قبل أن تتحدثوا عن المقاومة وسلاحها، جرّبوا أن تحملوا العصيّ وترتدوا البدلة الكشفية لكشافة الإمام المهدي، لتتعلموا كيف تُبنى الأجيال بالانضباط، وتُربّى النفوس على الإيمان والعطاء والالتزام.

والمفارقة أن هذا الكشاف الذي نظّم بأمانٍ وانضباطٍ مشهداً يتجاوز الستين ألفاً، استطاع أن يُظهر من التنظيم والجهد ما يعادل موازنات دولةٍ بأكملها، في وقتٍ لا تزال فيه الدولة تبحث عن موازنة تُنقذها من عجزها المزمن!

لكن لا غرابة، فحيث تفشل السلطة، ينجح الإيمان والتنظيم والإرادة، وحيث تغيب الدولة، تحضر التربية الصادقة والمؤسسات التي تبني الإنسان قبل الحجر.

من صخرة الروشة إلى المدينة الرياضية،
لبنان يكتب فصلاً جديداً من الصمود والعزّ.
وهذا الحدث ليس عرضاً كشفياً فحسب، بل بيان عهدٍ من الأجيال التي ربّاها سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله،
جيلٌ يسير على خطاه، ويجسّد أمل سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم بمستقبلٍ يصون المقاومة ويحفظ لبنان،
مستقبلٍ يصنعه الإيمان والوعي والانتماء، لا الشعارات ولا المزايدات