العالم العربي

إلى ماذا تؤول تصريحات ترامب حول غزة؟

كشف المحلل السياسي سليمان بشارات أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أعلن خلال كلمة له أنه “سيكون فخوراً بأن تتولى الولايات المتحدة إدارة غزة كمنطقة حرة”، تُشير إلى تحوّل جذري في الموقف الأمريكي تجاه القطاع، يرتكز على إعادة تركيب المشهد الفلسطيني لخدمة الأجندة الإسرائيلية والأمن القومي الأمريكي.

وأوضح بشارات في تصريح خاص لوكالة شهاب أن “ترامب لم يتحدث من منطلق إنساني أو دفاعاً عن الفلسطينيين، بل كشف عن رؤية أمريكية تهدف إلى تفكيك مقومات محور المقاومة، بدءاً من غزة، وربط ذلك بملف إيران كجزء من استراتيجية شاملة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط”.

وأضاف: “الحديث عن ‘منطقة حرة’ يُخفي محاولة أمريكية لفرض هيمنة أمنية واقتصادية على القطاع، مع إبقائه تحت الحصار غير المعلن، بحيث لا يشكل تهديداً مستقبلياً لإسرائيل”.

وتوقع بشارات أن “الولايات المتحدة قد تدفع نحو إنهاء الحرب في غزة مقابل منح إسرائيل حرية عمل مطلق في الضفة الغربية، بينما تتولى واشنطن إدارة ملف إعادة إعمار غزة وفق شروط تُجرد الفلسطينيين من أي أدوات مقاومة سياسية أو عسكرية”.

وأشار إلى أن “ترامب يعمل على توظيف الاستثمارات الخليجية، التي حصل عليها خلال ولايته، لتمويل هذه الرؤية، مع إشراف دول عربية كوسيط في الصفقة”.

وحذر المحلل السياسي من أن “المشروع الأمريكي قد يُحوّل غزة إلى كيان هش، خاضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية غير المباشرة، مع إدارة اقتصادية دولية تُبقي القطاع معتمداً على المساعدات، مما يقتل أي أمل بالوحدة الفلسطينية أو التحرر”.

واختتم بشارات بالقول: “ما يخطط له ترامب ليس حلاً، بل هو إعادة إنتاج للأزمة بأدوات أكثر فتكاً.

الفلسطينيون أمام خيارين: إما الاستسلام لمشروع يمحو هويتهم، أو تصعيد المقاومة السياسية والدولية لفضح هذه المخططات”.