الساحة اللبنانيةالعالم العربي

العربية… منبر تحريض لا منصة إعلام

ليس جديدًا على قناة “العربية” أن تتحوّل من وسيلة إعلامية إلى أداة تحريض تخدم أجندات سياسية معروفة. الجديد فقط، هو حجم الفجور الإعلامي في فبركة الأخبار وتوجيه الرأي العام نحو سيناريوهات مدمّرة. فالقناة خرجت مؤخرًا بتقرير مشبوه، زعمت فيه وجود أسلحة وعمليات تهريب في أحد المرافئ اللبنانية، ما بدا كأنه تمهيد صريح لضربة عسكرية أو أمنية ضد المرفأ، على طريقة “قصفونا لأنهم يخبئون السلاح”.

الخبر لم يكن فقط فاقدًا لأي دليل، بل جاء مفبركًا بشكل مكشوف، يفتقر لأبسط مقومات الصحافة المهنية. وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني سارع إلى الرد، مؤكدًا أن لا وجود لأي دليل على هذه الادعاءات، ومضيفًا بوضوح: “إذا عندكم أي دليل، أعطونا ياه!”، وهي عبارة تكشف أن القناة تبني أخبارها لا على حقائق، بل على تمنيات جهات سياسية وعسكرية تسعى لضرب لبنان مجددًا.

الخطير في الأمر، أن قناة “العربية” لم تكتفِ بالترويج لخبر مزيف، بل استخدمت صياغة مدروسة لتحريض الرأي العام الإقليمي والدولي، مستغلة صورة الإعلام العربي الذي أصبح رهينة غرف سوداء لا همّ لها سوى إشعال الفتن وتأجيج الصراعات.

نحن أمام إعلام موجّه، لا يبحث عن الحقيقة، بل يصنعها بما يخدم أهداف من يديرونه. وهذه ليست المرة الأولى التي تلعب فيها “العربية” هذا الدور القذر، بل سبق أن كانت جزءًا من حملات تضليل إعلامي في أكثر من بلد عربي.

من هنا، فإن الرد على هذا النوع من الأخبار لا يكون فقط عبر بيانات النفي، بل بمساءلة قانونية وقضائية لكل من يبثّ أخبارًا كاذبة، ويهدد الأمن القومي لدول وسيادة شعوب. فحرية الإعلام لا تعني حرية التضليل، والتحريض، والفبركة.

ختامًا، على القناة أن تعي أن لبنان ليس ساحة مفتوحة لرسائلها السياسية. وإذا كانت مهمتها بث الفوضى، فمهمتنا كمجتمع وصحافة حرة أن نكشف زيفها ونردّ عليها بما تستحق.