Skip to content
خلال الفترة الماضية، خرجت داليا زيادة في مقابلة مع معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي هاجمت فيها المقاومة الفلسطينية، وقالت إن السابع من أكتوبر كان “مذبحة بشعة” ولا يمكن تبرير ما قامت به حماس.
واعتبرت زيادة في المقابلة أن “إسرائيل تحارب الإرهاب نيابة عن الشرق الأوسط بأكمله”، في إشارة إلى حماس، معتبرة ما تفعله إسرائيل هو ما كانت ستفعله أي دولة ديمقراطية تتعرض لهجوم. كما اتهمت الإعلام العربي بالتحيز للقضية الفلسطينية وتهميش الحقائق، وقالت إن ذلك الخطاب الإعلامي يعطل مساعي السلام في المنطقة.
تصريحات زيادة التي على ما يبدو أنها متتالية في هذا الموضوع، أثارت اتهامات لها من داخل مصر بالتخابر مع الموساد الإسرائيلي ونشر معلومات مضللة تضر بالأمن القومي. وذهب بعض مستخدمي وسائل التواصل إلى وصفها بـ”الناطقة باسم إسرائيل”.
وفي السياق، نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريرًا عن العلاقات المصرية الإسرائيلية، تضمن تصريحات للباحثة المصرية داليا زيادة، حيث عرفتها الصحيفة بأنها “باحثة في مركز القدس لدراسات الأمن والشؤون الخارجية الإسرائيلي”، وهو ما أثار تساؤلات حول صحة هذا التعريف، خصوصًا في ضوء أنها معروفة في القاهرة كـ “رئيسة لمعهد الديمقراطية الليبرالية”.
وأثار تعريف الصحيفة تساؤلات حول ما إذا كانت داليا زيادة تعمل بالفعل لصالح هذا المركز الأمني الإسرائيلي وما هي الأدوار التي يلعبها هذا المركز في المجال العام الإسرائيلي.
هل تعمل داليا زيادة في مركز القدس؟ بالبحث على موقع مركز القدس لدراسات الأمن والشؤون الخارجية، تم التأكد من أن داليا زيادة تعمل بالفعل لصالح المركز كـ “زميلة أولى للأبحاث الدبلوماسية”.
يظهر اسمها وصورتها في قائمة خبراء المركز، حيث يصفها بأنها كاتبة مصرية حائزة على عدد من الجوائز. منذ فبراير 2025، نشرت زيادة تقارير ومقالات داخل المركز، ومنها مقالات حول موقف ترامب من قطاع غزة وعلاقته بالأمير السعودي محمد بن سلمان.
كما تم نشر لقاء مصور لها مع رئيس المركز، دان ديكر، حول “لماذا يعتقد العالم العربي بوجوب هزيمة حماس مهما كلف الأمر”.
ما هي علاقة مركز القدس برئيس الوزراء الإسرائيلي؟ يعود ارتباط مركز القدس بالحكومة الإسرائيلية منذ عام 2007، حيث ينشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبحاثًا لصالحه.
المركز، الذي تأسس عام 1976، يُعتبر منظمة مستقلة غير هادفة للربح ولكنه يرتبط بعدد من الشخصيات العسكرية والسياسية البارزة في إسرائيل مثل موشيه يعلون وعوزي أراد.
يُركز المركز في أبحاثه على قضايا الأمن الإسرائيلي وتطورات الشرق الأوسط.
أثر المركز على السياسة الفلسطينية: أحد أبرز المبادرات التي أطلقها المركز كان “الدفع مقابل القتل”، التي تهدف إلى محاسبة السلطة الفلسطينية على دعمها لعائلات الشهداء الفلسطينيين.
هذه المبادرة ساهمت في تقليص الدعم المقدم من السلطة الفلسطينية لعائلات الشهداء، وهو ما تسبب في ضغوطات على القيادة الفلسطينية لإلغاء القوانين المنظمة لصندوق الشهداء.
كما كانت هذه المبادرة وراء حملة من أعضاء الكونغرس الأمريكي ضد صندوق الشهداء الفلسطيني، حيث تم احتجاز مساعدات أمريكية للسلطة الفلسطينية.
القانون الإسرائيلي لتعويض ضحايا الإرهاب: في إطار الإجراءات القانونية الإسرائيلية، وافق الكنيست على قانون “تعويض ضحايا الإرهاب”، والذي يتيح للأفراد الإسرائيليين رفع دعاوى قضائية ضد السلطة الفلسطينية بزعم تلقيهم أضرار نتيجة الهجمات الفلسطينية.
في بداية العام 2025، رفع 245 مستوطنًا إسرائيليًا دعوى قضائية ضد السلطة الفلسطينية، مطالبين بتعويضات تصل إلى 286 مليون دولار، استنادًا إلى هذا القانون.
يُظهر هذا التحقيق علاقة معقدة بين داليا زيادة ومركز القدس، وهو ارتباط يعكس تداخلًا بين مراكز الفكر الإسرائيليّة وعملية صنع القرار في إسرائيل، فضلاً عن تأثير هذا التعاون على السياسات الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء.
إسقاط الجنسية في الإطار، تقدّم الباحث المصري في مجال حقوق الإنسان هاني محمد بشكوى إلى رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي للتحقيق بالتصريحات التي نسبت إلى زيادة، تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقها والتي قد تصل إلى إسقاط الجنسية عنها.
ولفت مقدم الشكوى إلى أن زيادة دأبت خلال السنوات الأخيرة على الإدلاء بتصريحات علنية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وصفها بأنها “تتماهى مع الرواية الإسرائيلية”، و”تتجاهل الجرائم الموثقة التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني، والتي أدانتها جهات دولية مرموقة كالأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية”.
من جهتها، نشرت داليا زيادة بيانا على حسابها على إكس، قالت فيه إنها “خلال 16 شهرًا تحدثت في وجه جيش ضخم من الكارهين المتوحشين المشحونين بالتحيزات الأيديولوجية ضد الشعب اليهودي، وأي شخص يدعو إلى السلام والتعايش مع اليهود، بما في ذلك المسلمون الإصلاحيون مثلي”، على حد قولها.
وأضافت “نحن نعيش في أوقات غريبة عندما يكون الأشخاص الذين يمارسون معاداة السامية والتطرف صاخبين وفخورين، بينما يُضطهد ويُحتقر الأشخاص الذين يعملون بجد من أجل السلام في الشرق الأوسط”.
جدل افتراضي حول الموقف من إسرائيل وقبل أيام، نشرت زيادة على إكس رسم يظهر أربع سيدات يتبادلن الحديث والضحك، ويمسكن بأكواب عليها أعلام السعودية وتركيا وإيران وإسرائيل، وقالت زيادة تعليقا “هكذا أتخيل أن يكون الشرق الأوسط في يوم ما! تجلس نساء الشرق الأوسط معا لتبادل الأحاديث والضحك والدردشة! لا حروب، لا أحكام مسبقة، لا ألم! ولمَ لا؟!”.
وأثارت الصورة ردود فعل عارمة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب أحدهم “المنبطحون أمثالك، ممن ينشرون هذا الفكر المستسلم، هم أكثر الناس انعداما للكرامة في نظر العدو نفسه، فأنتم لا تنالون احترام الجاني ولا تعاطف الضحية”.
وقال آخر “لأنهم ببساطة قتلوا أكثر من 50 ألف إنسان في حرب واحدة من مئات الحروب ضد الفلسطينيين يا عديمة الإنسانية والدم والدين”.
وقبلها بأيام، كتبت على صفحتها على فيسبوك “العرب الوحيدون الذين يتمتعون بالحرية والديمقراطية الحقيقية هم العرب الذين يعيشون في إسرائيل”.
وكان محامون مصريون تقدموا بعدة بلاغات خلال عام 2023، طالبوا فيها بالتحقيق مع زيادة، واتهموها بالتواصل والتخابر مع شخص في معهد الأمن القومي الإسرائيلي “التابع لجهاز الموساد الإسرائيلي” دون إذن سابق من الأجهزة المخابراتية والأمنية.
وبين البلاغ أن داليا زيادة أثناء استضافتها ببرنامج “بودكاست”، المذاع من إسرائيل، أيدت جيش الاحتلال وبررت له الجرائم والمجازر الوحشية التي يرتكبها بحق النساء والأطفال والشيوخ بقطاع غزة، بزعمها بأحقية الجيش الإسرائيلي فى الدفاع عن نفسه ضد “حركة حماس الإرهابية”.
وقبلها، وفي يونيو/ حزيران 2023، وصفت “زيادة” إسرائيل بـ”المساندة لمصر”، بعد مقتل ثلاثة جنود من جيش الاحتلال على يد الجندي المصري محمد صلاح على الحدود، ووصفت ما فعله بالغدر والرغبة في إشعال الصراع بين مصر وإسرائيل.
وقالت: “إسرائيل ليست عدو مصر، إسرائيل جارة مصر المباشرة، ومن أكثر الدول التي وقفت إلى جانب مصر في أكثر الفترات الحرجة التي مرت بها، ولا يوجد أي سبب على الإطلاق لإشعال الصراع معها، ومن يفعل ذلك أو يشجع عليه يضر مصالح مصر أشد ضرر”.
وكانت داليا زيادة انشقت عن الحقوقي سعد الدين إبراهيم، وقدمت استقالتها من عملها كمديرة لمركز ابن خلدون، في نوفمبر/ تشرين 2014، بسبب اعتراضها على سفر “إبراهيم” إلى قطر وظهوره في قناة الجزيرة، ومساندته لجماعة الإخوان المسلمين.
وخرج بعدها سعد الدين إبراهيم، ليرد على تلميذته داليا زيادة قائلا إنها جاءت من مجاهل شبرا، وتم تأهيلها فى مركز ابن خلدون، وإن موضوع استقالتها أتفه من الاستغراق فيه، لافتا إلى أنها تتصنع البطولة على حساب مركز ابن خلدون، وتطمع في السلطة.
وسبق وألمحت داليا زيادة إلى أنها كانت تعمل مع جهاز المخابرات المصري خلال الفترة التي سبقت ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011 وأطاحت بالرئيس المصري محمد حسني مبارك حتى الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين من الحكم عام 2013، وقالت زيادة إن شخصية دينا أبو زيد وهي الحقوقية التي زرعتها المخابرات المصرية في إحدى المنظمات الحقوقية الدولية في مسلسل “هجمة مرتدة” المأخوذ عن ملف المخابرات المصرية تمثلها.
شهاب
الارهاب