اغتيالات…ردّ صادم وموجع وفشل أمني صهيوني ذريع.
الاعلامية فاطمة جهاد السعدي
هذه المقابلة أجريت مع الإعلامية فاطمة جهاد السعدي اليوم السّبت ٦ كانون الأوّل ٢٠٢٤ الساعة السابعة والنصف مساءًا مباشرةً على الهواء على قناة أفق الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة. حول استهداف موقع ميرون من قبل المقاومة الإسلامية ” حزب الله”.
موضوع اليوم بالنسبة لنا مهم كثيرا وكان له صدى كبير، موضوع جَلَلْ عظيم جدًّا .
بداية وقبل الرّد بالصّواريخ نقول لهم، ونردّ عليهم؛ بسم الله الرّحمن الرّحيم: {إنّا من المجرمين منتقمون} صدق الله العظيم.
الرّد كان بقدر وجعنا وبقدر أهمّيّة هذه الشّخصيّات والشّهداء فلا بدّ من المقاومة أن تأخذ مثل هذا القرار، وتكون هذه العمليّة عمليّة كبيرة عظيمة داخل الأراضي المحتلّة وفي عمق الكيان الصّهيونيّ.
ردًّا على جريمة اغتيال القيادي بحركة حماس صالح العاروري وعدد من مرافقيه يوم الثّلاثاء الماضي أعلن حزب الله اليوم السّبت عند السّاعة السابعة والخمسين دقيقة من صباح اليوم استهداف قاعدة ميرون الإسرائيليّة للمراقبة الجوّيّة ب ٦٢ صاروخًا من أنواع متعدّدة، ووفقًا لبيان حزب الله أوقع القصف إصابات مباشرة ومؤكّدة.
وذكرت المقاومة أنّ قاعدة ميرون للمراقبة الجوّيّة تقع على قمّة جبل الجرمق في شمال فلسطين المحتلّة وهي أعلى قمّة جبل في فلسطين، وتُعتبر هذه القاعدة مركزًا للإدارة والمراقبة والتّحكّم الجويّ الوحيد في شمال للكيان الغاصب ولا بديلًا رئيسيًّا عنها وهي واحدة من قاعدتين أساسيّتين في كامل الكيان الغاصب وهما: ميرون شمالًا والثّانية متسبيه رامون جنوبًا. وتعنى هذه القاعدة بتنظيم وتنسيق وإدارة كامل العمليّات الجوّيّة باتّجاه سوريا ولبنان وتركيّا وقبرص والقسم الشّمالي من الحوض الشّرقي للبحر الأبيض المتوسط. وكما تشكّل هذه القاعدة مركزًا رئيسيًّا لعمليّات التّشويش الإلكتروني على الإتّجاهات المذكورة. ويعمل في هذه القاعدة عدد كبير من لجنة الضّباط والجنود الصّهاينة.
من ناحية أخرى، أكّدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنّه هناك حالة تخبّط كبيرة في الجبهة الشّماليّة معتبرين أن جنّ جنون رجال نصرالله، ويتساءلون أين غالانت وأين القبّة الحديديّة؟ وبعيدًا عن الإعلام الإسرائيلي الكاذب بأنّه حين تريد المقاومة ضرب هدف معيّن فلا القبّة الحديدية ولا غيرها من الأنظمة الدّفاعيّة الاعتراضيّة الإسرائيلية تستطيع منعها.
فنحن نسأل أسئلة عديدة، منوجّها لكلّ العالم ومن ضمنها ونقول لهم هل تستطيعون تخيّل المعنى الحقيقيّ لاستهداف قاعدة استخبارات مهمّتها منع التّهديد الجوّيّ إضافة إلى التّشويش الهائل؟ وهل تستطيعون تخيّل عجز القبّة الحديديّة عن الدّفاع عن قاعدة من اثنتين للمراقبة الجوّيّة؟
حين تستطيع المقاومة الرّد بهذا الشّكل من خلال تخطّي الأنظمة الاعتراضيّة الإسرائيليّة وإصابة الهدف بكلّ دقّة لهذه القاعدة فهل يمكن لعاقل الّا يدرك أنّ الرّسالة البليغة التي تمّ إرسالها بنجاح، قدرة المقاومة على ضرب أي نقطة وأي هدف إسرائيلي من دون إكتراث بأنظمة الدفاعات الجويّة الصّهيونيّة. وهي بهذا ويدرك الجميع بأنّها دومًا ردعها يكون مع المحافظة على تكتيك مهمّ ومقلق للإسرائيلي ألا وهو الإرتقاء في الرّدّ؟
وبحسب الرسالة التي أرسلتها المقاومة الاسلامية أنّ هناك استهداف قاعدة مراقبة جوّيّة ثانية ، وهذا إن دلّ شيء فإنّه يدلّ على إرسال المقاومة رسالة واضحة للإسرائيلي بأنّها تدرك القاعدة الثّانية وهي أيضا تحت نيرانها. وهذا الرّد الفوري والقويّ رسالة واضحة بأنّ المقاومة لديها القدرة على ضرب أهداف حسّاسة ومهمّة في عمق الأراضي المحتلّة. وبالنسبة لليوم من بعد استهداف قاعدة ميرون ردّ العدوّ الصّهيوني على البلدات الحدوديّة كان عنيفًا وقاسيًا وهو متوقّع لأنه لا يرحم البشر ولا الحجر.
وأخيرًا، نودّ أن نشكر المقاومة التي أثلجت صدورنا وأفرحتنا، ورسمت البسمة على شفاهنا وأسعدتنا، أعادت الأمل إلى قلوبنا ورفعت رأسنا وأعلت صوتنا وليس نحن من سُررنا فقط وإنما أبناء شعبنا الفلسطينيّ في الوطن والشّتات، شكرا للمقاومة التي لم تتركنا ننتظر طويلًا نذرف الدموع ونبكي شهدائنا، وشكرا لأنّ الرّدّ الصّاع كان بصاعين وأكثر. وأتوجّه للشّهداء بأجمل الكلمات مع أنّ الكلمات والعبارات تقف عاجزة وحيرة أمام عظمة تفاديهم فأقول كلمة أرثي فيها هؤلاء الأبطال البواسل: نم يا شهيد الحقّ مسرورًا قرير العين، فقد كان المنام عليك قبل ثقيلا، وأنعِم بلقياك الرّسول محمّدا وبوجه ربّك راضيًا مقبولا، يقوم الوطن لينحني إجلالا لأرواح أبطاله وتغيبُ الشّمس من تلك الشّموس.
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا