تجمع العلماء المسلمين يدين اغتيال الشيخ صالح العاروري:
«مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا»
ننعى إلى أمتنا الإسلامية والعربية قائداً بارزاً من قيادات المقاومة الإسلامية وركناً من أركان محور المقاومة، القائد المجاهد الكبير نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري مع عدد من رفاقه المجاهدين، شهداء على طريق القدس. لقد كان الشهيد الشيخ صالح العاروري واحداً من القيادات البارزة في المقاومة الإسلامية (حماس) وركناً من أركان محور المقاومة، وقد كان عاملاً مجاهداً لتحرير فلسطين، وصاحب تاريخ جهادي طويل، لم تثنهِ سنوات السجن الطويلة عن جهاده، فبعد أن عاد لساحات الجهاد، أسس مع رفاق له كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية التي تُذيق العدو الصهيوني في كل يوم الكثير من الأذى، وتوقع في صفوفه العديد من القتلى والجرحى، إن الشهيد الشيخ صالح العاروري هو عن حق شهيد فلسطين وشهيد المقاومة العظيمة في فلسطين، وشهيد محور المقاومة في كل بلدانه.
إننا باسم تجمع العلماء المسلمين نتقدم من إخواننا في حركة حماس ومن المقاومة ومحورها ومن الشعب الفلسطيني ومن كل الأحرار في العالم بأسمى آيات التهنئة والتبريك بهذه الشهادة المباركة، وندعو الله عز وجل أن يلهم أهله الصبر والسلوان، وهذا ما نعتقده جزماً بعد أن رأينا أم الشهيد وأخت الشهيد وأخ الشهيد كيف يتعاملون مع هذا الحدث الجلل بصبر وثبات وصمود يعبر عن مدرسة الشهداء التي بناها الشهيد الشيخ أحمد ياسين. لقد تمنى الشهيد أن يختم حياته بالشهادة في سبيل الله، واعتبر أن موعده معها قد تأخر كثيراً، وأنه يعيش وقتاً إضافياً لم يكن يتوقع أن يعيشه، وختم الله سبحانه وتعالى له مسيرته الجهادية بما تمناه ووعد نفسه به، فنال أخيراً أرفع وسام يتمناه كل مجاهد في مسيرة المقاومة وهو الشهادة في سبيل الله على طريق القدس، وفي سبيل أقدس قضية في الأمة، قضية فلسطين الحبيبة.
أما بالنسبة للعدو الصهيوني المجرم فإن ما فعله لا يشكل بطولة، بل هو عمل جبان كما كل أعماله الإجرامية ومجازره البشعة بحق الشعب الفلسطيني، حيث أنه ما زال ولتسعين يوماً يراكم الفشل على الفشل ولم يحقق أي إنجاز، أراد من خلال سياسة التصفية الجسدية لقيادات أساسية في محور المقاومة بدءاً من اغتيال العميد السيد رضي الموسوي في سوريا، مروراً باغتيال الشهيد الشيخ صالح العاروري، أن يضغط على المقاومة للتراجع والدخول في صفقة هي بمثابة استسلام لصالحه، إلا أنه لم يتعلم أي درس من دروس تاريخ الصراع معه كعدو للأمة بأن الشهادة لا تثنينا عن تحقيق أهدافنا، بل تزيدنا إصراراً على تحقيقها، وتزيدنا صلابة والتزاماً وتصميماً على مواصلة طريق الجهاد حتى تحقيق الهدف الأسمى لمقاومتنا، وهي تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر.
إننا في تجمع العلماء المسلمين نعتبر أن تمادي العدو الصهيوني من خلال القيام بعمليته البشعة وجريمته النكراء في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت هو اعتداء خطير على لبنان وشعبه وسيادته ومقاومته، ويحمل الكثير من الرسائل والمضامين السياسية والأمنية التي ستؤدي حتماً إلى تطور خطير في مسار الحرب بين العدو ومحور المقاومة، وعليه أن يعلم أن هذه الجريمة لن تمر أبداً من دون عقاب، وأن المقاومة سواء في لبنان أو فلسطين أو في كل محاور محور المقاومة، ستعمل على تهيئة رد مناسب مع حجم الشهيد الكبير الذي ارتفع على طريق القدس. إننا نعتقد اعتقاداً جازماً أن المقاومة عندما تقدم شهداء على هذا المستوى إنما هي تسير على نفس المبادئ التي بُنيت عليها، وتؤكد على أنها لا تتراجع عن عهدها مع الله ومع شعبها، وأنها ستكون في الميدان جاهزة للرد، وأما التاريخ والنوعية فهذا ما تحدده قيادة المقاومة، وعلى العدو أن يعيش هذه الأيام حالة الترقب والخوف لما سيكون عليه الرد الذي تقرره القيادة المقاومة زماناً ومكاناً وحجماً، ولدينا الثقة الكبرى بها وفي الخيارات التي تختارها.
أخيراً للشهيد العزيز الرحمة ولأهله الصبر والسلوان، ونؤكد على أننا سنحقق النصر في النهاية، فهذه مسيرة تتعمد بالدماء وتقدم الشهداء، وتصل لتحقيق رضوان الله إما بالنصر أو الشهادة، والحمد لله رب العالمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.