تجمع العلماء المسلمين يرد على وزير الثرات الصهيوني إلياهو
لكل أمة تراث تتغنى به وهو يختصر القيم التي تذخر بها الأمة، وهو تعبير عن حقيقتها الوجدانية ومن أراد أن يتعرف على قيم أمة الصهاينة فلا بد من العودة إلى تراثهم، ومن أجدر من وزير التراث لديهم عميحاي إلياهو ليتحدث عنه وهو أعلن أخيراً عن أنه يريد من الحكومة الصهيونية أن تقصف قطاع غزة بقنبلة نووية، وان يقيم على أنقاضها مستوطنات يهودية، ولم يهتم لحياة الأسرى الصهاينة، قائلاً: “وهل حياتهم أهم من حياة الجنود الصهاينة”، إن هذا التصريح الذي يعبر عن حقيقة الصهاينة كمجرمي حرب وكمرتكبين لمجازر دموية على مر التاريخ من كفر ياسين ودير قاسم إلى المجازر التي ترتكب اليوم في غزة، ومع ذلك ما زال العالم الذي يقول عن نفسه أنه متحضر وحر يغطي على هذه الجرائم، بل يباركها ويدعو إلى المزيد منها.
وبالأمس قام العدو الصهيوني بارتكاب مجزرة جديدة في جنوب لبنان بقصفه بطائرة مسيَّرة لسيارة مدنية على الطريق بين بلدتي عيترون وعيناتا ما أدى إلى استشهاد ثلاثة فتيات وجدتهن، وما زالت والدتهن في غرفة العناية المركزة، كاسراً بذلك قواعد الاشتباك ما استدعى قيام المقاومة برد حاسم وبعد وقت قصير عبر قصفه لمغتصبة كريات شمونة بصواريخ أدت إلى إيقاع خسائر مادية وبشرية في صفوف العدو الصهيوني. وأيضاً كان قد أقدم العدو الصهيوني على قصف سيارتي إسعاف تابعتين لكشافة الرسالة الإسلامية ما أدى لسقوط أربعة جرحى من أفراد الدفاع المدني التابعين لها وتضرر السيارتين، وهذه جريمة جديدة تُضاف لجرائم العدو الصهيوني والتي تستدعي موقفاً واضحاً من الهيئات الدولية التي تُعنى بالحفاظ على حقوق الطفل وحماية أفراد الإسعاف والدفاع المدني.
إن الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماعها الدوري ومناقشتها للأوضاع في فلسطين المحتلة وجنوب لبنان تعلن ما يلي:
أولاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بأسمى آيات العزاء والتبريك لعائلة الشهيدات ريماس وتالين وليان محمود شور وجدتهن سميرة عبد الحسين أيوب، داعين المولى عز وجل أن يمن على الوالدة الجريحة هدى حجازي بالشفاء العاجل، ويبارك التجمع الرد الفوري للمقاومة على هذه الجريمة ويدعو لتصعيد الرد كي يكون رادعاً للعدو عن التمادي في هذه الأعمال الإجرامية.
ثانياً: يثني تجمع العلماء المسلمين على قيام وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بالإيعاز إلى مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة تقديم شكوى جديدة إلى مجلس الأمن ضد الكيان الصهيوني على إقدامه على جريمة اغتيال المدنيين ولاستخدامه الفوسفور الأبيض المحرم دولياً في اعتداءاته على لبنان ويطالب التجمع بأن يؤكد في الشكوى على أن ما تقوم به المقاومة الإسلامية إنما يأتي في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استقبال بعض الحكومات العربية لمجرم الحرب وزير الخارجية الأمريكية انتوني بلينكن الذي لا يأتي إلينا حاملاً حلولاً تضع حداً للمجازر والحرب التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين واللبنانيين، بل حاملاً مشروع تصفية القضية الفلسطينية، طالباً من الأردن ومصر استيعاب الذين سيهجرون من غزة في إطار مشروع الوطن البديل الذي يُشكل خطراً على هذين البلدين وخروجاً عن الاتفاقيات المذلة التي وقعاها مع العدو الصهيوني.
رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للصمود البطولي لأهالي غزة أمام الجرائم والمجازر الكبرى التي يرتكبها العدو الصهيوني والتي أدت إلى الآن إلى ما يزيد عن التسعة آلاف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى وسط تآمر دولي واضح وصمت مطبق من حكام التطبيع، بل مشاركة بعضهم في هذه الجرائم التي تحصل إما بإرسال الذخائر إلى الكيان الصهيوني أو بإسقاط الصواريخ التي تطلق من اليمن باتجاهه، إلا أن كل ذلك لن ينفع وسيخرج أهل غزة برغم كل الجراح والآلام منتصرين وستتكسر على اعتاب غزة جحافل العدوان وسيكون ذلك بداية زوال الكيان الصهيوني بإذن الله تعالى.