أخبار المركزالأخبار الإقليميةالساحة اللبنانية

دعوة من مفتي سان بطرسبرغ ورئيس الادارة الدينية فيها سماحة الشيخ راويل حضرت بنتشييف لتجمع العلماء المسلمين في لبنان

بدعوة من مفتي سان بطرسبرغ ورئيس الإدارة الدينية الإسلامية فيها سماحة الشيخ راويل حضرت بنتشييف شارك نائب رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين في لبنان ومنسق عام جبهة العمل الإسلامي سماحة الشيخ الدكتور زهير الجعيد في مؤتمر منتدى سان بطرسبورغ للأديان الدولي الذي شارك فيه ممثلون عن 70 دولة وبحضور رسمي وديني وسياسي وأكاديمي روسي حاشد، وكان هناك عدة أنشطة روحية وثقافية عقب المؤتمر حيث توجه المشاركون في اليوم الثاني لصلاة الظهر والعصر جماعة بإمامة الشيخ الدكتور زهير الجعيد في مسجد سان بطرسبرغ التاريخي والأساسي والكبير والذي هو أهم معلم إسلامي في المدينة.
وفي نهاية المؤتمر تم اختيار الشيخ الجعيد عن الضيوف المشاركين للمؤتمر الصحافي الذي أجرته وكالة تاس الرسمية عن المؤتمر.
وكان سماحة الشيخ الدكتور زهير الجعيد قدم درعين تكريميين لكل من مفتي سان بطرسبرغ ومفتي موسكو في البداية، وألقى كلمة أساسية باسم تجمع العلماء المسلمين في لبنان في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
هذا الحضور الإيماني والروحي هنا اليوم والذي نفتخر به ونعتز، وخاصة عندما نرى التحديات الكبرى التي لا تستهدف الدين الإسلامي وحده، ولكنها تستهدف كل دين ودعوة، وكل قيم وتقاليد في هذه الدنيا، فأصبحت الدعوة إلى الشذوذ والانحلال هي الدعوة العالمية المفروضة علينا، التي تفرض بقوة صندوق النقد الدولي والتي تفرض بقوة أمريكا واستكبارها وطغيانها في هذا العالم، أمريكا المتجبرة المستكبرة التي تستضعف الشعوب في كل مكان، وهي التي تستفقر الشعوب وتسلب خيراتهم وثرواتهم، وهذا الشعب الفلسطيني حي أمامنا كيف يطرد من بيته وأرضه ومقدساته إلى أصقاع الدنيا كلها دون حق ولا مأوى له، نعم نحن نتألم أشد الألم على إخوتنا في ليبيا الذين ضربهم الإعصار وعلى إخوتنا في المغرب الذين دمر مدنهم الزلزال، ونحن نتضامن معهما وندعو لهما ويجب الوقوف إلى جانبهما في هذه المحنة، لكن ما حدث فيهما هو ابتلاء وامتحان من الله تعالى، لكن ما حصل ويحصل في فلسطين المحتلة هو نتيجة تآمر أمريكي وغربي وخيانة بعض الأنظمة العربية والإسلامية قبل غيرهم على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين.
أوليس ما يحصل هناك هو اعتداء على كنيسة القيامة أول كنيسة مسيحية في فلسطين. أوليس ما يحصل هو اعتداء على المسجد الأقصى ثالث الحرمين وأولى القبلتين.
إذن فما يقوم به المحتل الصهيوني هو اعتداء على المسيحية والإسلام ومقدساتهما دون أي تفرقة بينهما، لذا فإن من الواجب الديني والأخلاقي أن نقف معاً كرجال دين مسلمين ومسيحيين وكل أصحاب رأي وعبادة في وجه الظلم والإبادة الصهيونية في فلسطين.
وقد أتيتكم من لبنان والمؤامرة على الشعب الفلسطيني جعلته يتقاتل مع بعضه في مخيم عين الحلوة لتدمير هذا المخيم الأهم في بلادنا وشطب حق العودة للشعب الفلسطيني إلى بلده فلسطين المحتلة، وهذا الأمر يدمي القلب، ونحن كعلماء مسؤولون أمام الله أن لا تضيع كل قضايا الحق في هذه الدنيا، وكما نحن مسؤولون عن حماية الدين والقيم والعائلة، فإننا مسؤولون عن حماية الشعب الفلسطيني ومساندته والوقوف معه حتى تحرير أرضه كاملة من رجس الاحتلال الصهيوني.
منذ سنة تماماً جلس هنا في المؤتمر السابق عالم من إيران وعالم من السعودية، قلت وقتها (وكان ذلك قبل عقد الاتفاق بين الدولتين): كم أتمنى أن تجلسا معاً متفقين في كل مكان، لأن ما يحصل في العالم بين السنة والشيعة من فتن وتحريض وتفرقة لا أصل ديني أو شرعي له، بل هو خلاف سياسي يلبسونه لباس الدين والمذهبية. واليوم حين اتفقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع السعودية والحمد لله لم نعد نسمع أصوات الفتن هنا وهناك، وهذا ما يؤكد ان الخلاف السني الشيعي المفتعل هو خلاف سياسي وليس ديني، بل هو نتاج مؤامرة مخابرات أمريكية صهيونية.
ديننا قائم على الأخوة والتراحم والخلق العظيم والاعتصام بحبل الله جميعاً دون تفرقة، فلا تصدقوا في يوم من الأيام أن عربياً ملتزم بعروبة محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يكره أي مسلم آخر من أعراق أخرى فالنبي علمنا أنه: “لا فرق بين عربي وأعجمي ولا أبيض وأسود إلا بالتقوى”، ولأن الله أرسل نبيه رحمة لكل البشر {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} فالنبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم علمنا المحبة والرحمة فلا يوجد أي مسلم يتبع رسول الله حقاً يحقد على صاحب أي دين في هذا العالم لأن النبي هو الذي أرسل المسلمين إلى ملك الحبشة النصراني الذي قال عنه أنه لا يظلم عنده أحد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *