عقد المجلس المركزي في تجمع العلماء المسلمين اجتماعه الأسبوعي وتدارس الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة وصدر عنه البيان التالي:
مع كامل التقدير للموقف الذي أعلنه دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي في الأمم المتحدة من تحميل المجتمع الدولي مسؤولية النزوح السوري إلى لبنان لكن لا يمكن أن نتوقع من هذا المجتمع الدولي المنصاع للولايات المتحدة الأمريكية أن يبادر لحل هذه المشكلة بل كل ما يسعى إليه هو تعميق الأزمة، أولاً للضغط على لبنان بزيادة أزمته الاقتصادية الناتجة عن تأمين مستلزمات النازحين من ماء وكهرباء وطعام ودواء واستشفاء، وثانياً للضغط على سوريا لكي تتنازل عن موقفها الحاسم في عدم الدخول في مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني، لذلك فإن الذي يستمع إليه هذا المجتمع الدولي هو نقل الأزمة إلى داخل مجتمعه من خلال تهديد الحكومة اللبنانية بفتح المجال أمام النازحين للهجرة إلى أوروبا فإن ذلك سيدفعهم على الأقل لتأمين مستلزمات النزوح أو على الأكثر لإعادتهم إلى بلادهم حيث أن الآمان بات متوفراً في أغلب مناطق سوريا ويمكن لهذا المجتمع الدولي تأمين المساعدات اللازمة إليهم في بلدهم.
وفي الأمم المتحدة اجتمعت اللجنة الخماسية للبحث بالملف الرئاسي لوقت لا يتجاوز النصف ساعة ما يعني أنهم أولاً لا يهتمون لوضع لبنان، لذلك لم يكلفوا أنفسهم إعطاء وقت مناسب لمعالجة المشكلة، ثانياً فإن ذلك يؤكد عجزهم عن حل هذه المعضلة، والحل يبقى في التوافق اللبناني- اللبناني من خلال حوار جدي وبناء وهو التوجه فعلاً من خلال دعوة دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري للحوار لمدة محددة زمنياً يجتمع بعدها البرلمان بجلسات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
إن المجلس المركزي وبعد اجتماعه الدوري ومناقشته للأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية يعلن ما يلي:
أولاً: يدعو تجمع العلماء المسلمين النواب الأكارم للاستجابة لدعوة دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري للحوار مقدمة للوصول إلى قواسم مشتركة لتحديد المواصفات التي يجب أن تتوافر في الرئيس المقبل والاتفاق على اسم أو أكثر ثم الذهاب إلى مجلس النواب في جلسات متتالية لا يعطل فيها النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية وإخراج البلد من أزمته الخانقة.
ثانياً: يدعو تجمع العلماء المسلمين حكومة تصريف الأعمال للمبادرة فوراً للاتصال بالحكومة السورية والاتفاق على آلية لإعادة النازحين إلى بلدهم مع توفير الملاذ الآمن وإغلاق الحدود أمام أفواج النازحين التي تزداد يوماً بعد يوم وذلك من خلال التوافق فيما بين القوى الأمنية في البلدين.
ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للمجاهدين الأبطال في كتيبة طوباس التابعة لسرايا القدس في الضفة الغربية على تصديها البطولي لقوات وآليات العدو الصهيوني بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة، استطاعت معها إعطاب عدد من الآليات وتحقيق إصابات مباشرة في جنود العدو الصهيوني، ما يعني أن صفحة جديدة في المواجهات مع هذا العدو في الضفة الغربية قد فُتحت وستكون بإذن الله الصفحة الأخيرة قبل زوال الكيان الغاصب.
رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي على كلمته الرائعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خاصة رفعه للمصحف الشريف على منبر هذه الجمعية استنكاراً لإحراقه والإساءة إليه، هذا الموقف الذي يعبر عن حقيقة مشاعر المسلمين في العالم، يؤكد على أن هذه الجمهورية الإسلامية هي المدافع الأول عن الإسلام والمسلمين وقضاياهم في العالم.