عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الأسبوعي وتدارست الأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة وصدر عنها البيان التالي:
تمر علينا الذكرى الواحدة والأربعين لأفظع مجزرة بتاريخ الإنسانية والتي ارتكبها العدو الصهيوني بالتعاون مع القوات اللبنانية وحزب الكتائب بحق الشعب الفلسطيني في مخيم صبرا وشاتيلا والتي إلى الآن لم يُصْدِر المجتمع الدولي أي قرار عن محاكمه المختصة بحق مرتكبي هذه الجرائم، بل إن الجميع أفلت من العقاب الدنيوي ولكن العقاب الإلهي سيبقى وسيلاقون مصير كل الطغاة من الذل في الدنيا والجحيم في الآخرة، ولكن الذي يدمي القلب هو أن لا يعْتَبر بعض قادة الشعب الفلسطيني ويستمرون في تنفيذ إرادة أعداء الأمة وفلسطين من خلال المساهمة في التدمير الذاتي للمخيمات تحت حجج واهية ومطالب يمكن تحقيقها من دون اللجوء إلى السلاح وقتل الشعب الفلسطيني، فما حدث في عين الحلوة هو تكرار لمجزرة صبرا وشاتيلا ولكنها الآن بأيدي فلسطينيين إما باعوا أنفسهم للشيطان أو ضللهم الشيطان فساهموا في تحقيق غاياته، ألم يعْتَبر قادة الشعب الفلسطيني من عِبر التاريخ الذي ابتدأ بأيلول أسود عندما طُردوا من الأردن، ثم أضاعوا البوصلة ودخلوا في آتون السياسية الداخلية اللبنانية، فكانت الحرب الأهلية التي دمرت مخيم تل الزعتر ومخيمات أخرى فيما أصطلح على تسميته بالمنطقة الشرقية، ثم كان الهروب الكبير من لبنان بعد اجتياح العام 1982 لتعود وتتجدد فتنة المخيمات التي انتهت بتدمير مخيم نهر البارد، والآن نشهد السيناريو الأخير لإلغاء حق العودة والقرار 194 والمؤدي لتوطين الفلسطينيين في لبنان وإنهاء القضية الفلسطينية من خلال تدمير مخيم عين الحلوة ونقل السكان إلى خارجه ونزع سلاحه وسد كل أبواب الأمل الفلسطيني في حق العودة. لذا على قيادات الشعب الفلسطيني أن يفهموا بأن لا مجال لتحقيق أماني الشعب الفلسطيني بالعودة إلا بالحفاظ على هذه المخيمات، حتى بات الحفاظ على مخيم عين الحلوة يعادل الحفاظ على القضية الفلسطينية، فلا تسجلوا على أنفسكم أنكم ساهمتم من حيث تدرون أو لا تدرون بوأد القضية الفلسطينية وتكريس الاحتلال الصهيوني.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع الهيئة الإدارية وتدارس الشؤون السياسية المحلية والإقليمية نعلن ما يلي:
أولاً: في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا يعلن تجمع العلماء المسلمين عن استنكاره للاشتباكات التي حصلت في مخيم عين الحلوة ويعتبرها تكراراً لمجزرة صبرا وشاتيلا وتحقيقاً لنفس الأهداف التي سعى لها العدو الصهيوني من خلال تدمير المخيمات مقدمة لإلغاء حق العودة وتوطين الفلسطينيين في لبنان، ونعلن أننا سنقف وبقوة وعزم ضد هذه المحاولة التي لن تمر، والرد الوحيد هو المقاومة التي ستقضي على أصل المشروع بالقضاء على الكيان الصهيوني.
ثانياً: ينوه تجمع العلماء المسلمين بإصرار دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري على الدعوة للحوار الوطني في مطلع الشهر المقبل والتي تعتبر الفرصة الأخيرة أمام النواب في الوصول إلى حل لمشكلة انتخاب رئيس للجمهورية، ويعتبر التجمع أن الامتناع عن المشاركة هو تعطيل للانتخاب خاصة مع إلتزام دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري بالدعوة لجلسات مفتوحة بعد انتهاء الحوار.
ثالثاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية للشعب الفلسطيني البطل على المواجهات العنيفة التي خاضها اليوم في القدس ونابلس ضد جيش العدو الصهيوني الذي لم يرتدع عن إطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع والغازية وإطلاقه النار على شاب فلسطيني على حاجز المزمورية جنوبي القدس بزعم أنه كان ينوي تنفيذ عملية طعن، وعلى العدو الصهيوني أن يدرك أن كل ضغطه ومجازره لن تثني الشعب الفلسطيني عن الاستمرار في جهاده حتى التحرير الكامل لفلسطين.
رابعاً: ينوه تجمع العلماء المسلمين بإعلان المخابرات العراقية عن الإطاحة بشبكة إرهابية حاولت استهداف المواكب الحسينية وحواجز الشرطة والأسواق في بغداد، كما وينوه التجمع بحُسن الإدارة والتنظيم لمسيرة الأربعين والذي يُعد إنجازاً تاريخياً للدولة العراقية سيسجل في التاريخ، كما وينوه التجمع بالمواكب الحسينية التي أقامتها الجمعيات العراقية وفي بلدان إسلامية أخرى كإيران والكويت ولبنان وغيرها، ما يؤكد على أن هذه الظاهرة هي ظاهرة إسلامية عامة ستكبر حتى تحقيق الأهداف الحسينية الكبرى.