أخبار المركزالأخبار الإقليميةالبيانات الرسمية للمركز

تعليقاً على الأحداث المؤسفة في عين الحلوة أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:

التالي:
مسكين هذا الشعب الفلسطيني الذي ابتلي ببعض القيادات التي لا تبحث سوى عن السيطرة والسلطة ولو على حساب دمائه وجراحه وأملاكه، فما يحصل اليوم في مخيم عين الحلوة من حرب عبثية لا يستفيد منها سوى العدو الصهيوني يؤكد أن وراء الأمر مخططاً يسعى إلى تدمير المخيم على رؤوس أهله، وللأسف لن تكون النتيجة مغايرة لما حصل بالأمس في مخيم نهر البارد والتي لم يخسر فيها سوى الشعب الفلسطيني الذي هدمت بيوته وقتل أهله الأبرياء الذين لا علاقة لهم بأطراف القتال في حين لم يتحقق سوى شطب المخيم من المعادلة، وما يُراد اليوم لمخيم عين الحلوة هو تدمير هذا المخيم مقدمة لتهجير أهله ومن ثم توطينهم إما في لبنان أو في بلاد يُهجَّرون إليها بالترغيب والترهيب ما يوصل إلى إلغاء حق العودة نهائياً، الذي يعني بالضرورة إنهاء القضية الفلسطينية.
إن ما يدعونا إلى هذه النظرة التشاؤمية هو إطلاعنا على مسار القضية الفلسطينية منذ ما قبل العام 1948 إلى اليوم والذي شهدت مؤامرات على هذا الشعب وسلسلة تراجعات وصلت إلى اتفاقية أوسلو الخيانية والتي أنهت الكفاح المسلح في مقابل أن تحصل السلطة على دولة لم تحصل عليها إلى الآن. وما يشعرنا بالخطر ما تسرب من معلومات أن الأحداث الجارية تأتي في مسار التنافس على رئاسة السلطة بين أجنحة متصارعة فيها وإن صح هذا الأمر فإن مفتعل هذه الاشتباكات يشبه نيرون الذي حرق روما ليكتب قصيدته.
إننا في تجمع العلماء المسلمين ننظر بعين الريبة إلى مسارعة الصليب الأحمر الدولي لنصب خيم للنازحين وكأنهم يعيدون إلى الذاكرة الخيم التي نُصبت في الأرض التي أنشأ عليها مخيم عين الحلوة عند تهجير الفلسطينيين خارج فلسطين من قبل العدو الصهيوني.
إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام هول المصيبة وانطلاقاً من مسؤوليتنا الشرعية في وجوب تبيان الحكم الشرعي نعلن ما يلي:

أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين الاشتباكات المتجددة في عين الحلوة ويعتبر أن كل من يشارك فيها يرتكب إثماً شرعياً كبيراً، وأن السيطرة على زاروب أو حي ليس هو هدف السلاح الموجود في المخيمات وإنما يجب أن يكون هدفه تحرير فلسطين وبالتالي فإنهم بذلك يحولون هذا السلاح من سلاح لإرجاع فلسطين إلى سلاح لخدمة العدو الصهيوني.
ثانياً: يدعو تجمع العلماء المسلمين إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى الحوار كسبيل وحيد لحل المشكلة والضغط على الجهة التي ترفض تسليم المتهمين بقتل أبو أشرف العرموشي لتسليمهم إلى القضاء، فإن كانوا أبرياء يتركون وإن كانوا متورطين فيجب معرفة من دفعهم لهذا العمل الإجرامي وإنزال أشد العقوبات به وبهم.

ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام بعض المجموعات بقصف موقع للجيش اللبناني ما أدى إلى سقوط جرحى أحدهم بحال الخطر، ويعتبر أن ذلك هو محاولة مكشوفة لجر الجيش إلى القتال ضمن خطة تدمير المخيم، وإذ يتقدم التجمع للجيش اللبناني بالتحية على عدم تورطه بهذه الأحداث ندعوه إلى التمسك بالحياد الإيجابي والاقتصار على الدفاع عن النفس واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين من الشعبين الفلسطيني واللبناني.

رابعاً: يدعو تجمع العلماء المسلمين العلماء داخل المخيم وخارجه لإعلاء الصوت في سبيل إنهاء القتال وتبيان الحكم الشرعي في عدم جواز التقاتل بين الإخوة وفضح المخطط الذي يقف وراء هذه الحرب المدمرة والخلفيات التي ينطلق منها من يريد تدمير المخيم لصالح العدو الصهيوني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *