حفل تأبين لكمال شاتيلا في ذكرى ثورة 23 يوليو الناصرية
أقام “المؤتمر الشعبي اللبناني”، لمناسبة الذكرى السنوية الحادية والسبعين لثورة 23 يوليو الناصرية، ووفاء لرئيس المؤتمر الراحل كمال شاتيلا، حفلا تأبينيا حاشدا في فندق كومودور في بيروت، بحضور شخصيات لبنانية وفلسطينية وقومية من مختلف الأقطار العربية.
استهل الحفل بآي من الذكر الحكيم رتلها الشيخ مازن الحريري، ثم قدم رئيس اتحاد الشباب الوطني المحامي أحمد حسن المتحدثين، وكان أبرزهم المنسق العام للحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة معن بشور، الذي قال: “الكلمات تعجز عن الحديث عن الأخ كمال شاتيلا، فهو رجل الفكر والعمل في آن، فحين تعتقد أنك تحاور مفكرا ينغمس في القراءة والكتابة والتفكير في قضايا الأمة، تجده يقود الجماهير كرجل عملي، وهذا ما نحتاج إليه كثيرا اليوم أي التزاوج بين الفكر والعمل، لأن الفكر دون عمل يؤدي للفراغ، والعمل دون فكر يؤدي للفوضى والضياع”.
نائب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الدكتور محمد حسب الرسول من السودان، وجه “تحية لروح الزعيم جمال عبد الناصر وروح الأخ كمال شاتيلا الذي تعرفت عليه منذ أكثر من ثلاثين عاما، فرأيت فيه تجسيدا لما يؤمن به من تزاوج بين الإيمان والفكر والعمل، فكان عمله مصدقا لإيمانه، لذلك اسمه سيخلده التاريخ، ومكانه في وجدان الأمة والناس، وسيظل حاضرا بيننا، وزرعه سيثمر الآن وفي المستقبل”.
مؤسس المؤتمر التأسيسي الوطني العراقي المرجع الشيخ جواد الخالصي قال: “لقد شكل رحيل الأخ كمال شاتيلا خسارة كبيرة، وقد عرفته منذ فترة طويلة خاصة إبان الاحتلال الأميركي للعراق. إن الأمم عندما تدخل في صراعات تفرز شخصيات ليقدموا صورة من الثبات والشجاعة وعدم الانحراف والتراجع، وهؤلاء عادة يكونون قلة ولكنهم ينتصرون في النهاية. كمال شاتيلا كان واحدا من هؤلاء، وكنت أراه في كل الدول التي زرتها بعد الاحتلال من خلال إخوانه المنتشرين في لبنان ودول الاغتراب، في المؤتمرات الداعمة للعراق في مواجهة الاحتلال مما أسهم في تحقيق النصر في العراق وتراجع مشروع الاحتلال، ولا بد من التأكيد إن فقدان مثل هؤلاء الرجال يدعونا للثبات في نفس النهج”.
عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الأستاذ أحمد خليفة من ليبيا قال: “إن الراحل الكبير كان كمالا في تواضعه ولبنانيته وعروبته وإيمانه وثباته واهتمامه بقضايا الامة. سيفتقد لبنان هذا الراحل الكبير لأنه كان عابرا للطوائف، وأنا على ثقة أن الأخوة في المؤتمر الشعبي اللبناني ومؤسساته سيستمرون في نفس النهج.
عضو اللجنة المركزية للتنظيم الشعبي الناصري في اليمن وعضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الأستاذ علي الضالعي قال: لقد سمعت عن الأخ كمال شاتيلا عندما كنت طالبا في الجامعة حيث حقق انتصارا مدويا في الانتخابات النيابية عام 1972، وسمعته يتحدث عن الناصرية وتابعت مواقفه الوطنية والقومية، حيث دعا الى التكامل بين الوطنية والعروبة. قاوم الظلم بالرغم من كل ما تعرض له وظل متمسكا بمبادئه وتواضعه”.
مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نائب الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الدكتور ماهر الطاهر قال: “إن الراحل الكبير كان فلسطينيا بامتياز، عاش قضية فلسطين بقلبه وعقله ووجدانه، وكانت بالنسبة له القضية المركزية للأمة. عرفناه نحن أبناء الشعب الفلسطيني مقاتلا مخلصا من أجل فلسطين، وفي هذه المناسبة نعاهد الرمز والقائد العربي الكبير كمال شاتيلا بأننا سنواصل الطريق وسنواصل الكفاح والمقاومة الى ان يتم تحرير كل ذرة من تراب فلسطين وتحقيق كل المثل والأهداف والمبادئ والقيم التي كافح وقضى في سبيلها”.
أمين عام التجمع العالمي لدعم خيار المقاومة الدكتور يحيى غدار قال: “لقد انطلقت علاقتي بالقائد والرمز الناصري الكبير الأخ كمال شاتيلا في العام 1967، عندما أطلق حملة التبرعات لدعم الجيش المصري بعد نكسة 67، واستمرت هذه العلاقة بعد أسسنا رابطة الطلاب العرب الوحدويين الناصريين الى يومنا هذا، فكان خير صديق وشريك مجسدا للفكر القومي الناصري ومسيرة القائد الخالد جمال عبد الناصر، وكان أول من حمل راية القومية والتحرر الوطني. كان مؤمنا بحق الأمة وبقدراتها الهائلة وتاريخها المضي، فلم تثنه الأحداث والإخفاقات، وعمل لنصرة فلسطين”.
أمين عام حزب الإتحاد رئيس لجنة التربية النيابية النائب حسن مراد قال: “نلتقي اليوم في لقاء تأبيني لشخصية فذة فهو المناضل والمفكر وصاحب المبادئ، ومرجعية الناصريين في لبنان كما قلت عنه منذ بضعة أشهر. نلتقي لنستذكر رجلا وان رحل جسدا الا انه سيبقى حيا معنا من خلال فكره والمؤسسات التي بناها مع اخوانه في المؤتمر الشعبي اللبناني. لقد أمضى الاخ كمال حياته مناضلا وقائدا من قادة الفكر الناصري، عنيدا في عروبته، صلبا في التمسك بمبادئه التي لم يتنازل عن اي كلمة او موقف منها، رجل الثبات على المواقف في زمن تراجع المترددين، مقاوم من طراز الرجال الأشداء على الأعداء، وانا على يقين ان ما بناه سيستمر ويكبر ويزدهر بوجود اخوانه واخواني الذين اعتبر نفسي واحدا منهم وأخا لهم، وسنكمل المشوار سويا يدا بيد ومع كل احرار الأمة كي يكون الغد الذي نحلم به سويا دائما افضل”.
عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الأستاذ خميس العدوي من سلطنة عمان، قال: “أجد نفسي في موقع صعب للحديث عن قامة عظيمة مثل الأستاذ كمال شاتيلا أمام كوكبة من المجاهدين في الأمة العربية، وفي ظل مرحلة أحوج ما نكون فيها لوجود قدوات عظيمة مثل راحلنا الكبير في ظل المتغيرات التي تحصل، وستبقى سيرة الأستاذ كمال نبراسا لنا وللأجيال المقبلة”.
مدير عام مؤسسة القدس الدولية عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي خلف المفتاح من سوريا قال في كلمته: “إن كمال شاتيلا يعيش في ذاكرتنا الجماعية وعندما تستدعي الذاكرة القريبة والبعيدة صور المناضلين من أبناء الأمة تحضر صورة الراحل الكبير في المقدمة، وأنا ادعو لإحياء الرموز في حياة الأمة لأن هناك محاولات للنيل منها، وإنني كمواطن سوري أستذكر مواقف الراحل كمال شاتيلا الذي حذر من محاولات تقسيم سوريا وإقامة كانتونات، وهذا دليل على رؤيته الاستشرافية للأمة”.
رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري في مصر المهندس محمد النمر قال: “لقد مثل الراحل الكبير الأخ كمال شاتيلا نموذجا لما يؤمن به. فقد آمن بالعروبة وكان مناضلا يجسد معنى العروبة، وكل ما قيل عنه من صفات هي حقيقة، وقد عرفت هذه الصفات من خلال حواراتي ونقاشاتي معه. لقد اتفقت معه في لقاءاتنا الثلاثة في الأسبوع الذي سبق رحيله على إطلاق مشروع تكامل بين كل القوى القومية العربية ثوابته أن فلسطين هي البوصلة، وتحرير الأرض العربية وثرواتها، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بتكاتف الجهود في مواجهة العدو الصهيوني”.
وجاء في كلمة ارسلتها السيدة فداء كمال شاتيلا باسم العائلة: “أؤكد على الثوابت الإيمانية والوطنية والقومية والقيم الأخلاقية التي علمنا اياها والدي الراحل جسدا، الحي أبدا فينا روحا ونهجا، الاخ المناضل كمال شاتيلا، لنكمل ما بدأه وسعى اليه طوال ستين عاما من عمره نضالا ودفاعا عن قضايا الوطن والامة وحقوق المواطن. إن واجبنا كمؤمنين بقضايانا الانسانية والاجتماعية والتنموية، يستدعي متابعة المسيرة وحمل الأمانة، وعهد وقسم سأبقى والمؤتمر الشعبي اللبناني يدا واحدة عروبيين مؤمنين مناضلين من أجل قضايا الوطن والأمة”.
ختام الكلمات كانت مع كلمة المؤتمر الشعبي اللبناني القاها الشاعر الأمير طارق آل ناصرالدين، وقال فيها: “حين يرحل المؤسسون تبقى المؤسسات الرائدة في كل ما بقيت عليه وأسست من أجله. المجاهد كمال شاتيلا كان مؤسس المدرسة العروبية المؤمنة على خطى المؤسس الأكبر القائد الخالد جمال عبد الناصر، وهو لم يترك عقارا او مالا قابلا للوراثة الفردية من أحد، بل ترك مدرسة لكل طالب علم واخلاق ونضال، ولم يترك أماكن شاغرة لطلاب المناصب والوجاهات، بل ترك فكرا وإرثا لأصحاب الإرادات. إن عروبة كمال شاتيلا لم تكن يوما تنكرا للوطن بل حماية للوطن وتوسيعا لأفاقه، فالوطن أولا مهد ولحد، والعروبة هي هدية الله لكل إنسان وهوية لا تقبل التأويل أو التعديل، وهي وحدها الحل”.
وفي نهاية الاحتفال وزعت على الحضور ملفات تحتوي عددا خاصا من “صوت بيروت” عن وفاة كمال شاتيلا، وكلمات من تعذر عليهم الحضور.