الأخبار الإقليميةالعالم العربي

مخطط أمريكي لانسحاب جزئي من سوريا ..ماذا يسعى اليه؟

بدأت الولايات المتحدة تنفيذ خطة انسحاب جزئي من الأراضي السورية، على ثلاث مراحل، تشمل تقليص عدد الجنود وإعادة تموضع القوات.

ووفق ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين، شمل الانسحاب إخلاء شبه كامل لقاعدتين تعدان من الأهم في سوريا، “القرية الخضراء” (العمر) و”الفرات” (كونيكو) في ريف دير الزور، بالإضافة إلى قاعدة ثالثة قرب بلدة الباغوز على الحدود السورية-العراقية.

وتم تحويل جزء من القوات المنسحبة إلى قاعدة “الشدادي” في الحسكة، فيما نُقل آخرون إلى قواعد في إقليم كردستان العراق.

وأوضحت المصادر ذاتها أن عدد الجنود الأميركيين في سوريا انخفض من نحو 2000 إلى 1400، مع توقّع إعادة تقييم الوضع خلال 60 يوما، قد يفضي إلى تقليص إضافي يُبقي حوالي 500 جندي فقط داخل الأراضي السورية.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”في بيان، “أن تقليص القوات سيتم “بشكل مدروس ومشروط”، مع دمج جميع الوحدات تحت قيادة “قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب”.

في الوقت نفسه، تواصل القوات الأميركية تنفيذ عمليات أمنية بالتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، خصوصا في ريفي دير الزور والحسكة، إضافة إلى تدريبات وتحركات لوجستية في قواعد متفرقة.

وتشير تقارير إلى أن الانسحاب الأخير قد يكون جزءا من حزمة سياسية أميركية تستهدف استمالة دمشق نحو محور واشنطن – تل أبيب، مقابل رفع تدريجي للعقوبات وتسليم محتمل لحقول النفط الواقعة تحت النفوذ الأميركي سابقا، والتي تضم القاعدتين اللتين تم إخلاؤهما.

وفي هذا السياق، تكشف مصادر مطّلعة، في حديثها إلى جريدة «الأخبار»، أن «الولايات المتحدة بدأت بتنفيذ خطة لإعادة انتشار في سوريا، كانت مُعدّة حتى قبل سقوط نظام بشار الأسد، ووصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض» موضحة أن «الخطة تقوم على انسحاب من قواعد ودمج أخرى، وتقليص عدد الجنود الأميركيين من ألفين إلى 500 جندي فقط»، علماً أنه قبل سقوط نظام الأسد بأشهر، رفعت واشنطن عدد جنودها من 900 إلى ألفين.

وتضيف المصادر نفسها أن واشنطن «ستحتفظ بثلاث قواعد رئيسية، هي: قسرك في ريف الحسكة الشمالي الغربي، والشدادي في جنوب الحسكة، مع إنشاء قاعدة جديدة في سد تشرين بريف حلب الشمالي الشرقي»، مرجّحة أن «تركّز في وجودها على استمرار مراقبة أمن مخيمات وسجون تنظيم داعش في مناطق سيطرة قسد في سوريا».

وتتوقّع أن «تحتفظ الولايات المتحدة بنحو 500 جندي، إلى حين استكمال دمج «قسد» في بنية الدولة السورية الجديدة..»، معتبرة أن «هذه القواعد ستبقى أيضاً نقطة ضغط متواصلة على دمشق لدفعها إلى الانخراط في المحور الأميركي، وعقد اتفاقية سلام” مع كيان الاحتلال والعداء الكامل لإيران.