الأنباء: تصعيد في الاعتداءات الإسرائيلية وثلاثة شهداء للجيش … عون: لن يعرقل أحد قيامة لبنان
كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: لم يمر عيد الفصح المجيد على لبنان بسلام، إذ عكرته إسرائيل باعتداءات طالت العديد من المناطق الجنوبية. في وقت قدم الجيش اللبناني كوكبة جديدة من عناصره قرباناً في قيامة المسيح نتيجة انفجار ذخائر من مخلفات العدوان الاسرائيلي بآليتهم العسكرية أثناء نقل المخلفات، وأدى الحادث الى استشهاد ثلاثة عسكريين بينهم ضابط واستشهاد امرأة وطفلها صودف مرور سيارتها في مكان الانفجار. وكان العدو الاسرائيلي قد شن سلسلة غارات على الجنوب شملت مناطق إقليم التفاح، وأطراف بلدة ارنون وحولا، اضافة الى استهداف سيارة في كوثرية السياد أسفرت عن استشهاد مواطن.
الرئيس عون
رئيس الجمهورية جوزاف عون تابع تطور الاعتداءات الإسرائيلية على عدد من القرى الجنوبية، وظل على اتصال دائم مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي أطلعه على آخر التقارير والمعلومات المتعلقة بالقصف. وقدم عون التعازي بشهداء الجيش الثلاثة. وقال إن شهداء الجيش الذين أقسموا يمين الشرف والتضحية والوفاء يدّرسون بدمائهم قسمهم من أجل لبنان واللبنانيين.
وكان الرئيس عون الذي شارك بقداس عيد الفصح قد أشار بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي ردا على سؤال حول موضوع سلاح حزب الله والخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ان هذا الموضوع لا يقارب عبر الإعلام، انما بالتواصل مع المعنيين بطريقة هادفة. وقال عندما تحدثت في خطاب القسم لم أقله لكي اقوله. القرار اتخذ. وشدد أن اي موضوع خلافي لا يقارب الا بالتعاون والتواصل بمنطق تصارحي. ويجب أن تكون مصلحة لبنان هي العليا للحفاظ على السلم الاهلي. واضاف اللبنانيون لا يريدون الحرب ويجب ان تكون قواتنا المسلحة هي المسؤولة عن حمل السلاح وأن تنفذ قرار حصرية جمع السلاح بيد الدولة اللبنانية. مؤكداُ ان قطار قيامة لبنان انطلق ولن يعرقل أحد هذا القرار.
وفي السياق وضعت مصادر وزارية عبر “الانباء” الالكترونية كلام قاسم الأخير في خانة المواقف المتضاربة. واكدت ان لا احد يريد نزع السلاح بالقوة وأن الأمور ستحل بالحوار. ونقلت المصادر عن رئيس الحكومة نواف سلام تصميمه على تطبيق البيان الوزاري.
سلام
وبعد أن قدم رئيس الحكومة نواف سلام التعازي بشهداء الجيش. نوه بالعمل الاحترافي الذي يقوم به الجيش في الجنوب، وخصوصاً مديرية المخابرات التي نجحت في عملية استباقية أحبطت فيها التحضير لعملية إطلاق الصواريخ من الجنوب بالاضافة الى توقيف عدد من الأشخاص المتورطين بهذه العملية. كما نوه سلام بعمل كل الأجهزة التي تقوم بواجبها لحفظ الأمن والاستقرار على كل الأراضي اللبنانية.
سكاف
وفي تعليقه على اللهجة التصعيدية للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم والموقف الذي أعلنه الرئيس عون من بكركي أشار النائب غسان سكاف في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن ما سمعناه من الشيخ قاسم ومن الحاج وفيق صفا فقد اعادا الوضع الذي كان قد تقدم في الأشهر الماضية إلى الوراء، معتبرا أن الرئيس أراد من بكركي ان يضع خارطة طريق للوصول الى الحوار، لأن موضوع السلاح لم يعد من المحرمات. لكن الحديث عن قطع اليد التي تمتد لهذا السلاح، والقول بأن السلاح خط احمر، وحزب الله لن يفرط بورقة لبنان، شعارات قديمة لا قيمة لها، وأننا لن نستطيع اليوم أن نتحدث عن السلاح كما حكي من قبل.
واضاف بالنسبة للتوقيع كان لافتاً خطاب نعيم قاسم عشية المفاوضات لجهة توقيته بالنسبة لرفع السقف والمعنويات لبيئة حزب الله الحاضنة بعد ان كان قائد الجيش قد وضع مجلس الوزراء في اجراءات تفكيك الالية العسكرية لحزب الله. كما أن المبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس اعتبرت بقاء السلاح بيد حزب الله اصبح مجرد محض احلام.
وقال يجب ان يقتنع حزب الله ان بعد 27 تشرين الثاني 2024 ليس كما قبله والقول اليد التي تمتد الى السلاح ستقطع اصبح امراُ غير مقبول، وكذلك قول وفيق صفا ان الاستراتيجية الدفاعية هي فقط ما يقبل به حوبة الله، كل هذا كلام لا فائدة منه، معتبرا حتى التوضيح الذي أتى بعد هذين الموقفين لم يكن مقنعاً.
وإذ رأى أن التباين بين الرئيس عون وحزب الله قد خرج الى العلن بعد أن كان مكتوماً، رأى سكاف ان حزب الله تفاجأ بالنبرة العالية والواضحة للرئيس. وما ازعجه هو الوضوح في موقف رئيس الجمهورية لجهة التزام الدولة بسط سيطرتها على كل الأراضي اللبنانية وحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية. أما السبب الثاني فيتعلق بمفاوضات أميركا وايران التي لا تريد تحريك أوراقها بما فيها حزب الله، فقد شعر ان هناك تصميماً لا يرقى اليه شك بتسليم السلاح، مستبعداً إمكانية استيعاب عناصر حزب الله في الدولة، ورأى استحالة في تنفيذ هذا الاقتراح لأنه لا يمكن أن تلتقي العقيدة القتالية للحزب بعقيدة الجيش.
وسأل هل لبنان قادر على مواجهة اسرائيل عسكرياً، واذا كان الهدف الاستفادة من الخبرات العسكرية لدى الحزب فهذه النظرية سقطت في الحرب الأخيرة، كاشفاً بأن ما يطرح في الكواليس ان الحزب يريد ضمانات مقابل تسليم السلاح. فهل ستعطي الولايات المتحدة الاميركية للدولة اللبنانية ضمانات بعدم التعرض لحزب الله التي بدورها ستعطي ضمانات لحزب الله.
سكاف رأى اننا امام حلين، اما ان يعلن التحول الى حزب سياسي، او انه لن يقطع علاقته بايران، ولكن هذا السلاح هو سلاح إيراني ويجب ادراج البحث عن مصيره في المفاوضات الاميركية الايرانية، معتبرًا ان هذا المخرج هو المناسب بسبب تعقيدات الوضع الداخلي اللبناني، داعياً الى وضع الية ضمن جدول زمني لتسليم السلاح، فإذا تم تسليم السلاح جنوب الليطاني وبقي السلاح شماله، فهذا يؤخر تسليم السلاح الفلسطيني في المخيمات ويؤخر انسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتلها في جنوب لبنان.
الصفدي
في الشأن السوري زار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي سورية. وقد صفت الزيارة بالمهمة وناقش فيها مع رئيس الجمهورية احمد الشرع مندرجات قمة عمان التي عقدت بينه وبين الملك عبدالله الثاني. وشدد الجانبان على استمرار التنسيق وتفعيل التعاون في مختلف المجالات، واتفقا على تشكيل مجلس تنسيق أعلى يضم قطاعات الطاقة والصحة والنقل والتعليم. على أن يعقد أولى اجتماعاته خلال الاسابيع القادمة.
وشدد الصفدي على ان الاردن حريص على امن سورية والتعاون معها لمكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات وضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سورية وانتهاء احتلال الجولان.